بعد عشرين سنة، ما زالت تجربة الانصاف والمصالحة حية، بموجب القول الملكي، وشاهدة على جدارة اليسار في المسألة الحقوقية ( إن لم تحضر في وقت السفر، لن تقبل منك شكاية)!!!! !
بعد عشرين سنة، تعود الرسالة الملكية الى المشاركين في المناظرة الدولية حول العدالة الانتقالية لتأطير التجربة المغربية حول هذا الموضوع الشائك والمتجدد.
ونعني بذلك:.
ـ انها لحـظة وجدت فيها الدولة المغربية وملكيتها وأحزابها التي دبرت المغرب منذ الاستقلال أمام مسؤولية ما جرى
ـ تجربة واجهت فيها الطبقة السياسية المغربية حدود و منزلقات التبرير السياسي للعنف الممارس باسم أسرار الدولة أو غاية وجودها أو الدفاع عنها..
ـ العودة إلى هاته اللحظة هي عودة الى احدى اقوى لحظات العهد الجديد، بمعنى دقيق ويتعلق بالمسؤلية وحدودها... كما ورد في الرسالة الملكية..
ـ كما أنها تجربة تعطي السياق التاريخي الذي جعل اليسار في قلب صناعة العهد الجديد وتوليه مؤسسة من مؤسسات الحكامة الحقوقية عن جدارة واستحقاق( إن لم تحضر في وقت السفر، لن تقبل منك شكاية )!!!!
ـ استحضار التأثير الايجابي على التطورات الحاصلة وقتها في معمعان المجتمع المغربي السياسي وغير السياسي..
في التدبير تقدم لنا التجربة طبيعة التسوية بين الضحايا ومن يمثلهم وبين مهندسي التجربة الرسميين بجوار الملك الجديد ومعاونيه في تلك الفترة...
وحسب من درسها بجدية ، فإن العهد الجديد وجد ميزتين إيجابيتين في هذه التسوية:
حق تقديم حصيلة العهد السابق بدون تعريض المؤسسة الملكية واستقرار البلاد للخطر . لاسيما وأن البلاد كانت وقتها تواجه، لأول مرة في تأريخها، العنف "الإرهابي".