على باب الله

حين تعوز الوسيلة لتبرير البطالة يتم تحميل المعوزين المسؤولية

المصطفى كنيت

يتعرض المغاربة، خاصة منهم الذين يستفيدون من الدعم الاجتماعي( حوالي 3.7 مليون أسرة معوزة)، لقصف مدفعي يتهمهم بالكذب والبهتان، و إخفاء الحقيقة، رغم أنه على رأي المثل الشعبي:" لي فيهم يكفيهم"، و ذلك بسبب ارتفاع معدل البطالة إلى أزيد من 21 في المائة، و هو رقم غير مسبوق في تاربخ الحكومات المتعاقبة.

و عوض تحميل المسؤولية للحكومة، التي فشلت في تنزيل البرامج التي وعدت بها، و التي تعكس غرورا حزبيا و حكوميا، ذهب جفاء أمام إحصاء رسمي، " استفتى" المغاربة قاطبة، و لم يقف عند عينات منتقاة، سقط القناع عن ضمور سوق الشغل، الذي لم تنعشه لا " أوراش"، و لا " فرصة"، يبدو أن أموالهما كانت ضائعة.

و هكذا تحركت االدعاية الحكومية لتصوغ المبررات لهذا الفشل، بزعْم أن الذين يستفيدون من الدعم ( حوالي 500درهم في الشهر) يخفون الحقيقة، و يضللون المؤشر، و استحلوا "النوم في الكسل" مقابل مبلغ هزيل لا يتعدى 20 درهم في اليوم لأسرة كاملة، تتكون من فردين على الأقل، و اعتبرت الدعاية هذا سببا "وجيها"، لتفسير البطالة، يُقوض ما تبدله الحكومة من جهود لمحاصرة هذه الآفة.

و هكذا ظهر بيننا من هو مستعد لإرضاء خاطر الحكومة على حساب 3.7 مليون أسرة، متهما إياها بممارسة " الخداغ"، داعيا إلى حرمان الأرامل و اليتامى و المعوزين من بضع دريهمات، ليهبوا للعمل على أنفسهم، حتى تتقلص نسبة البطالة، و تظهر نتائج البرامج الحكومية، رغم أن الوزير المسؤول على القطاع صاغ معادلة " خارقة"، تقول إن ارتفاع إعداد الباحثين عن عمل في صفوف السكان الناشطين، يعكس " الأمل" في العثور عن منصب شغل، ما يعني أن إيجاد عمل غذا مجرد أمل، قد يكون غير قابل للتحقق.

و مهما ارتفعت الأصوات التبريرية، فإن أرقام شكيب بنموسى كانت قاسية، و هي صادرة عن وزير سابق منتسب لحزب رئيس الحكومة.