يتعرض المغاربة، خاصة منهم الذين يستفيدون من الدعم الاجتماعي( حوالي 3.7 مليون أسرة معوزة)، لقصف مدفعي يتهمهم بالكذب والبهتان، و إخفاء الحقيقة، رغم أنه على رأي المثل الشعبي:" لي فيهم يكفيهم"، و ذلك بسبب ارتفاع معدل البطالة إلى أزيد من 21 في المائة، و هو رقم غير مسبوق في تاربخ الحكومات المتعاقبة.
و عوض تحميل المسؤولية للحكومة، التي فشلت في تنزيل البرامج التي وعدت بها، و التي تعكس غرورا حزبيا و حكوميا، ذهب جفاء أمام إحصاء رسمي، " استفتى" المغاربة قاطبة، و لم يقف عند عينات منتقاة، سقط القناع عن ضمور سوق الشغل، الذي لم تنعشه لا " أوراش"، و لا " فرصة"، يبدو أن أموالهما كانت ضائعة.
و هكذا تحركت االدعاية الحكومية لتصوغ المبررات لهذا الفشل، بزعْم أن الذين يستفيدون من الدعم ( حوالي 500درهم في الشهر) يخفون الحقيقة، و يضللون المؤشر، و استحلوا "النوم في الكسل" مقابل مبلغ هزيل لا يتعدى 20 درهم في اليوم لأسرة كاملة، تتكون من فردين على الأقل، و اعتبرت الدعاية هذا سببا "وجيها"، لتفسير البطالة، يُقوض ما تبدله الحكومة من جهود لمحاصرة هذه الآفة.
و هكذا ظهر بيننا من هو مستعد لإرضاء خاطر الحكومة على حساب 3.7 مليون أسرة، متهما إياها بممارسة " الخداغ"، داعيا إلى حرمان الأرامل و اليتامى و المعوزين من بضع دريهمات، ليهبوا للعمل على أنفسهم، حتى تتقلص نسبة البطالة، و تظهر نتائج البرامج الحكومية، رغم أن الوزير المسؤول على القطاع صاغ معادلة " خارقة"، تقول إن ارتفاع إعداد الباحثين عن عمل في صفوف السكان الناشطين، يعكس " الأمل" في العثور عن منصب شغل، ما يعني أن إيجاد عمل غذا مجرد أمل، قد يكون غير قابل للتحقق.
و مهما ارتفعت الأصوات التبريرية، فإن أرقام شكيب بنموسى كانت قاسية، و هي صادرة عن وزير سابق منتسب لحزب رئيس الحكومة.