قضايا

لقد سمعنا أشياء في منتهى الفظاعة والتوحش والحساسية..

مصطفى الفن (صحفي)

لا أدري أين شاهدت فيديو ظهر فيه محام وهو يدلي بتصريحات حول شاب اشتهر بذهبه واشتهر بحليه واشتهر بمثليته الجنسية..

وهذا الشاب يقبع اليوم في السجن ولا أطلق الله سراحه..

أما لماذا؟

فلأن هذا الشاب هو ليس حالة فردية معزولة من حقه أن يفعل ما يشاء في نفسه ولا يهمنا شأنه أو شأن غيره..

لا..

هذا الشاب هو جزء من شبكة وربما جزء من آلة غير تقليدية تشتغل ليل نهار وتقدم لنا مثل هذه الحالات ك"نموذج" للشباب "الناجح"..

بل هناك من ذهب أبعد من ذلك وأصبح يسوق لنا بأنه لا وجود لطريق سالك نحو "النجاح" ونحو "الرزق" الوفير غير طريق "الاقتداء" بولد "اليابانية" وبولد "الهاشمية"..

وهذا، في نظري، انفلات قيمي غير مسبوق ويسائل ربما كل مؤسسات الدولة وغير الدولة المعنية بحماية الأطفال وبحماية المراهقين وبحماية الناشئة وبحماية القيم الجامعة للمغاربة وللمغرب نفسه..

في هذه التصريحات التي لا تخلو من بعض الغرابة قال المحامي المعني إن ملف هذا الشاب هو ملف عادي جدا جدا ولا يخرج عن شجار بسيط فيه بعض السب والشتم ليس إلا..

فيما الخسائر على الأرض هي ليست كذلك على الإطلاق حتى لا أقول إننا أمام قضية من الخطورة بمكان..

لماذا؟

لأن ما سمعناه وما راج من فيديوهات صادمة..

ولأن ما تسرب من تسجيلات صوتية..

ولأن ما قالته الفنانة لبنى أبيدار..

ولأن ما صرح به هذا الذي يقال له "هشام المداح" لمنابر صحفية مغربية، هو يكاد ربما يصل إلى "جرائم ضد الإنسانية"..

وأقول هذا طبعا إذا ما صح هذا الذي اشتعل كالنار في الهشيم وجال في كل أنحاء الدنيا وزرع الفزع وسط المغاربة الخائفين على أطفالهم وعلى بناتهم..

وفعلا لقد سمعنا أشياء في منتهى الفظاعة وفي منتهى التوحش وفي منتهى الحساسية..

ولا ينبغي أن يمر كل هذا "مرور الكيران" إذا ما تأكدت صحة هذه الادعاءات الثقيلة والتي ذكر فيها المعني بالأمر بالاسم..

نعم إن الأمر بهذه الأبعاد لأن هذه الادعاءات تجاوزت الاتجار بالبشر..

وتجاوزت الاتجار بالأطفال..

وتجاوزت التهجير القسري لأفقر الفيتات المغربيات إلى بعض الدول الخليجية..

وتجاوزت ابتزاز عائلات الضحايا عبر توقيع شيكات بمبالغ مالية خيالية..

بل هناك حتى حديث عن احتجاز فتيات من الفئات الهشة في شقق بالإمارات وإكراههن على البغاء..

أكثر من هذا لقد وصلت الأمور إلى حد حد إكراه البعض من هؤلاء الفتيات المحتجزات بالإمارات على "الإجهاض" وعلى التخلص من أجنة بطرق بدائية مقززة وتقترب ربما من شبهة "القتتتل العمدي" ل"أرواح" بريئة..

المهم في هذا كله هو أني أردت أن أقول إن قضية هذا الشاب لا ينبغي أن نتعامل معها كقضية عادية..

بل إنها "أم القضايا" ليس فقط إذا ما صحت هذه الادعاءات عبر أبحاث المصالح المختصة المعنية في هذا الشأن..

ولكن أيضا لأن هذه القضية أضرت كثيرا بصورة المغرب وبتاريخ المغرب وبهوية المغرب وأيضا بسمعة وصورة المرأة المغربية في الخارج..