قضايا

أهمية علوم الإنسان و المجتمع ووضعيتها في "البلاد العربية"

الحسان بنعاشور

 

عرفت علوم الإنسان و المجتمع تطورا هائلا لجهة تعدد التخصصات و مناهج البحث في سياق التحولات التاريخية التي عرفها العالم  و ذلك على جميع المستويات .

 وبفضل هذا التطور تخلصت إلى حد مهم من النوازع الايديولوجية ،  و أصبحت تجنح اكثر نحو التجرد والحيادية في الأبحاث والدراسات التي تقدمها، و صارت  تهتم أكثر بتحليل الأفكار و المعتقدات و البحث عن أسباب و نتائج الظواهر المدروسة و تقييم المعلومات بمقاربات موضوعية. و تسعى إلى فهم الثقافات و الهويات دون تقديس و لا تبخيس و تنكب على دراسة العلاقات الاجتماعية و السياسية.

و على المستوى النظري انكبت علوم الانسان و المجتمع على فهم النظريات الاجتماعية و الثقافية و تحليل العلاقات بين الأفراد و المجتمعات و رصد التاثيرات التاريخية و السياسية.

ولا تقف علوم الإنسان و المجتمع عند الحدود النظرية بل تقدم حلولا عملية تطبيقية للمشاكل الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية ، وهي بذلك تساهم في ترشيد السياسات العمومية لجهة التنمية البشرية.

في البلاد العربية عرفت علوم الانسان و المجتمع تطورا مهما لجهة استخدام المناهج الحديثة و التطرق لموضعات حيوية غير ان هذا التطور لا زال محدودا من حيث جودة الدراسات و الأبحاث و الاستخدام الامثل للمناهج..

و تفسر هذه الوضعية بعدة عوامل من بينها غياب أو ضعف الحرية في مجال البحث العلمي و الخصاص في الميزانيات المخصصة  لهذا المجال بالإضافة  إلى الوضعية المتاخرة للجامعات و معاهد و مراكز البحث العلمي في منطقتنا وعدم التقيد بصرامة معايير البحث الأكاديمي.