عرفت علوم الإنسان و المجتمع تطورا هائلا لجهة تعدد التخصصات و مناهج البحث في سياق التحولات التاريخية التي عرفها العالم و ذلك على جميع المستويات .
وبفضل هذا التطور تخلصت إلى حد مهم من النوازع الايديولوجية ، و أصبحت تجنح اكثر نحو التجرد والحيادية في الأبحاث والدراسات التي تقدمها، و صارت تهتم أكثر بتحليل الأفكار و المعتقدات و البحث عن أسباب و نتائج الظواهر المدروسة و تقييم المعلومات بمقاربات موضوعية. و تسعى إلى فهم الثقافات و الهويات دون تقديس و لا تبخيس و تنكب على دراسة العلاقات الاجتماعية و السياسية.
و على المستوى النظري انكبت علوم الانسان و المجتمع على فهم النظريات الاجتماعية و الثقافية و تحليل العلاقات بين الأفراد و المجتمعات و رصد التاثيرات التاريخية و السياسية.
ولا تقف علوم الإنسان و المجتمع عند الحدود النظرية بل تقدم حلولا عملية تطبيقية للمشاكل الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية ، وهي بذلك تساهم في ترشيد السياسات العمومية لجهة التنمية البشرية.
في البلاد العربية عرفت علوم الانسان و المجتمع تطورا مهما لجهة استخدام المناهج الحديثة و التطرق لموضعات حيوية غير ان هذا التطور لا زال محدودا من حيث جودة الدراسات و الأبحاث و الاستخدام الامثل للمناهج..
و تفسر هذه الوضعية بعدة عوامل من بينها غياب أو ضعف الحرية في مجال البحث العلمي و الخصاص في الميزانيات المخصصة لهذا المجال بالإضافة إلى الوضعية المتاخرة للجامعات و معاهد و مراكز البحث العلمي في منطقتنا وعدم التقيد بصرامة معايير البحث الأكاديمي.