فن وإعلام

الله يعطيك "زهر" لطيفة!

عبد الدين حمروش ( أستاذ جامعي/ كاتب)

    كنت قد كتبت تعليقا على تدوينة إحدى الصديقات "الافتراضيات"، تهم السجال الدائر حول تعيين الممثلة لطيفة أحرار عضوا بـ "مجلس إدارة وكالة تقييم وضمان جودة التعليم العالي" (مع أن الصواب في التسمية، من الناحية التركيبية، هو " وكالة تقييم جودة التعليم العالي وضمانها"). قسم كبير يحط من شأن "أحرار"، ويستعظم تعيينها عضوا بالمجلس، وقسم آخر يعلي من شأنها، ويعتبرها مؤهلة للتعيين المذكور.

    أولا، لا أحد من حقه أن يؤاخد غيره على جنسه، أو لونه، أو شكله. لطيفة أحرار ممثلة مسرحية. غير أن الموضوع، هنا، هو التعيين، وليس أداءها الفني، أو جرأتها فيه. قد نتفق حولهما، وقد نختلف. ما أريد أن "أضع" تحته سطرين، هو أن هناك شروطا معينة، للحصول على أي تعيين في منصب إداري (مديرة المعهد العالي للفن المسرحي)، من قبيل درجة الشهادة. هل "لطيفة" حاصلة على الدكتوراه، حتى يتم ترتيبها على رأس هرم المعهد العالي؟ لأن المنصب إداري، ويستوجب درجة الأهلية العلمية (إجازة، ماستر، دكتوراه). أؤكد أن درجة الشهادة في حيازة منصب معهد عال ضرورية، حتى لو كان صاحبها "خاوي''، وآخر غيره حاصل على شهادة أقل، ولكن مستواه أحسن منه. 

    الشهادة معيار في التعيين قبل كل شيء، ومتعارف عليه في جميع البلدان. إذا عدنا إلى لطيفة، ما ألاحظه أنها لم تتجاوز الماستر، حسب البيانات المسجلة عنها على صفحات النت (يمكن أن أكون على غير علم بشهادة الدكتوراه). إذا كانت لطيفة بدون شهادة عالية، فكيف لها أن تدير معهدا للتعليم العالي؟ من جهة أخرى، كيف يحصل تعيين أحرار مديرة للمعهد العالي للمسرح، في وجود من هو حاصل على الدكتوراه مثلا؟ (وهناك عدد أعرفه منهم). وإذا تجاوزنا التعيين في المعهد، وربما قد تكون درجة الشهادة غير مطلوبة، في تعيينات وزارة ثقافتنا الموقرة، التي ينتمي اليها المعهد، فماذا عن المنصب الذي نالته؟ أي ماذا أنتجت لطيفة في موضوع جودة التعليم؟ ما هي إنتاجاتها البحثية، ودراساتها في الموضوع؟ حتى البرامج التلفزية "الخاصة"، التي كانت تؤطرها رفقة ممثلين آخرين، كانت تبدو فيها آراؤها وملاحظاتها ضعيفة.

    هذه وجهة نظري، وقد عرضت أساساتها، محاولا توخى الحذر من الشطط بحق أستاذتنا في التعليم الفني. لطيفة وجه مسرحي معروف. ومع ذلك، ينبغي تسجيل معلومة (معلومة فقط)، وهي أن أحد الزعماء السياسيين، ووزير في حكومات عدة، من أفراد عائلتها جد القريبين). إذا كنا نريد إنصاف أحرار، فلا ينبغي أن نظلم الاخرين، أي ممن لهم الأهلية العلمية والبيداغوجية لنيل المنصب.

    ومع ذلك، لا أحبذ نهج الفريقين: من يحط من قدر لطيفة، ومن يرفعها إلى سابع سما. هما عمليا، في نظري، يصدران عن نفس الموقف العاطفي.. أي من يؤيد ومن يرفض، من يحب، ومن يبغض...

في نظري، المنهج المتبع في كليهما، معاً، فاسد (على طول!!!).