في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها المغرب، تصدرت مدونة الأسرة الجديدة المشهد، وأثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض. كأمرأة مغربية، أجد نفسي أقف موقف الرافض لهذه المدونة التي قد تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي تمثل مرجعيتنا الأساسية.
إن الإسلام، بحكمته، وضع إطاراً عادلاً ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة، ويضمن حقوقهما المتبادلة في إطار من الاحترام والتوازن. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (البقرة: 228)، مما يبرز مفهوم العدل والمساواة بين الجنسين دون المساس بأدوار كل منهما.
ما يقلقني في هذه المدونة الجديدة هو محاولتها فرض تصورات غربية قد لا تتناسب مع خصوصيات مجتمعنا المغربي وهويتنا الإسلامية. التغيير مطلوب عندما يكون في مصلحة المجتمع، ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار من الاحترام لقيمنا الدينية والاجتماعية.
رسالتي واضحة: لا يمكن أن نساير أي قانون يخالف شرع الله ويهدد استقرار الأسرة المغربية. الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وإذا ما أُضعفت، فإن ذلك ينعكس سلباً على المجتمع ككل.
دعوتي لكل امرأة مغربية، ولكل رجل يؤمن بأهمية الأسرة، أن نكون واعين ومدافعين عن حقوقنا، ولكن دائماً في إطار من التمسك بالثوابت الشرعية والقيم الأخلاقية.