سياسة واقتصاد

أخنوش ورقة يجب أن تْطوى الآن

محمد نجيب كومينة ( صحفي/ مقطع من تدوينة)

ورش تحلية مياه البحر في هذه المرحلة، وهو ورش غير قابل لأي تأخير، مع الرهان على استكماله، بمساهمات سعودية واماراتية على الخصوص. فالجفاف لا يهدد فقط بمشاكل مياه الشرب، بل وأيضا بمشاكل عويصة على مستوى الفلاحة والامن الغذائي، وبالتالي على العرض في السوق الداخلية، والعرض للتصدير وعلى الأسعار والاستقرار...

لكن المشكلة التي تطرح اليوم بالاعتماد على "اكوا" هي مشكلة تضارب مصالح، لأن أخنوش رئيس الحكومة يتعاقد مع شركته، و يوفر لها امتيازا ضريبيا وُضع على المقاس سنة 2023، ودعما عموميا.

وتضارب المصالح هذا ليس أخلاقيا، كما يوصف من طرف البعض، بل هو سياسي وغير مقبول في دولة تعمل على الظهور بمظهر دولة القانون، و مثير لكل علامات الاستفهام المشروعة، حتى ولو كان المشروع مغامرة استثمارية غير مؤكدة الربح كما أشار اخنوش .

تضارب المصالح هذا جعله أخنوش نفسه، بطريقة تخلو من الحس السياسي والتقدير السليم لرد فعل الشارع، يبرز بشكل مثير عندما اختلط في ذهنه أخنوش رئيس الحكومة بأخنوش الملياردير ورجل المال والأعمال، و تكلم بالصفتين أمام مجلس النواب، "افرش راسو" كما يُقال،  و أعطى لخصومه ما يحتاجونه لمهاجمته والتحريض ضده، و من يومها قضى على مستقبله السياسي. 

ذلك أن جلسة البرلمان تلك، وما تردد فيها، تطرح بإلحاح خروج أخنوش من رئاسة الحكومة، وحتى من السياسة ليركز على أعماله، في أقرب وقت، لأن كرة الثلج قد تكبر ... 

ولا يغترن أخنوش بالانتخابات الجزئية الفاقدة للدلالة السياسية في المغرب، ولا يراهنن على الصحف التي يخسر فيها أموال كثيرة تذهب هباء، للإصرار على الاستمرار. 

المغرب في حاجة الى حكومة جديدة، وليس الى تعديل. اخنوش ورقة يجب أن تطوى الان.