فالمغاربة ظلوا دائما و لا يزالون مخلصين للمبادئ الإنسانية ،متضامنين فيما بينهم في السراء و الضراء ،و خير دليل على ذلك لما سارعوا بكل تلقائية إلى التضامن المطلق و اللامشروط مع ضحايا زلزال منطقة الحوز في 9 شتنبر سنة 2023 . حيث قدموا كل المساعدات الممكنة من اغطية وألبسة و من دقيق و زيت و من وجبات جاهزة و من وسائل الطبخ والتدفئة ، قوافل التضامن تحركت من جميع انحاء الوطن ، إنها لحظة تضامن شعبية بامتياز، دون انتظار تحرك الحكومة الذي جاء متأخرا ، و ظل كذلك لأنه بعد عام على الكارثة لا يزال الكثيرون من ضحايا الزلزال عالقين في الخيام دون التمكن من العودة لمنازلهم المنهارة جزئيا أو كليا. إن ما قام به المجتمع المدني من تضامن مع ضحايا الزلزال كان شيئا مؤثرا و يستحق تسطيره بمداد الفخر والاعتزاز . و إن ما يتحلى به المغاربة من صبر وما يتميزون به من قيم إنسانية واجتماعية وحقوقية ، يقابله تعسف حكومة لا تقدر كرامة هذا الشعب وتضحياته من أجل وطنه و لا تقدر معاناته من اجل العيش الكريم .
إنها حكومة لا تراعي القيم النبيلة التي يتميز بها المغاربة بشهادة عيون خارجية ، بل تتعامل معهم باعتماد سياسة الخداع و التضييق على حريتهم و على جمعيات المجتمع المدني وعلى الأصوات الحرة التي تنادي بالتغيير الحقيقي للوضع السائد، الذي أصبح لا يطاق اقتصاديا واجتماعيا و ثقافيا، وهضم حقوقهم المكتسبة و التشجيع على الفساد ونهب المال العام والتستر على لصوص أموال الشعب المغربي، هي حكومة تتقن المناورة والمراوغة و تخدم مصالح لوبيات الفساد و أغنياء الريع و التشجيع على الإثراء غير المشروع و على التهرب الضريبي ، حكومة أصبحت في واد والشعب في واد آخر .