رأي

بديعة الراضي: راجعت البعض من أوراقي

اليوم يا زنوبة راجعت البعض من أوراقي التي أهملتها ذات زمن انتقالي معتقدة أن زمن التغيير كفيل بفتح أوراق أخرى أكثر دقة في صناعة المسقبل .

كاد الغبار المتراكم ان يمحو حروفها ذات الحبر الداكن ، والخط المضغوط حد تسرب الحبر من واجهته نحو ظهر الأوراق الذي مزج الحروف وأضاع المعنى ..

هي أوراقنا إذا يا زنوبة،تلك التي أهملناها من أجل كتابة أوراق أخرى ترسم خرائط السفينة التي عملنا على ركوبها دون تفكير في قناعة ذاتية أو مشروع وضعناه في سرية تامة في فضاءاتنا المغلقة .

هي حروفنا يا زنوبة التي اعتقد بعض المارين من دربنا قهرا ،أننا تركناها في زمنها من أجل أن نعود إليها سرا مرة أخرى ،والحال أن الباحثين عن ألوان قطع ملابسنا الداخلية يجهلون أننا ركبنا السفينة إيمانا منا بوحدة المدينة وأن حفاظنا عن عمق مشروعنا هو السبيل لتقوية سير السفينة بسواعدنا ،عندما يفاجأ الربان في غفلة منه بأيادي تمتد إلى الشراع كي تمزقه معتقدة أن الحفاة والعراة والواقفين على باب الله والمعلقين من أمعائهن والمهانون والمكممة أفواههم والمحاصرون والمقطوعة أرزاقهم والمطرودون في غفلة من الحاكم والصادرة في حقهم قرارات من تحت الطاولة والمغيبون من طاولات الحوار والمفبركة ملفاتهم والمتصدعة أفكارهم من علو الموج والسيل الجارف نحو الهاوية،سيساهمون في تمزيق الشراع.

النحن أهلها يا زنوبة حماتها وسواعدها ،هي مدينتنا لن تخضعنا الأضواء المفبركة التي غطت رؤوس كبارنا وجرت حراسنا إلى المستنقع ظلما ، واتهمت الشرفاء منا وألبست الحقيقة معطف التزوير ، وأطلقت الألسنة لكل يغني على ليلاه ....

هي سفينتنا يا زنوبة ،ونحن سواعدها وذاك رباننا ، سنحميه .

لا رياح شرقية ولا غربية قادرة على اقتلاعنا ،النحن اهلها بمشروعنا في انصاف الحفاة والعراة والمؤجلة أحلامهم وفي الدفاع عن عمداء المدينة وتجارها وأغنيائها بالعدل والتوازن في صناعة الجمال وتقوية جسورنا كي تصبح السواعد واحدة ، والألسن واحدة في ترديد شعار مدينتنا...

النحن أهلها يا زنوبة ،لأننا ممتدون في الذاكرة والتاريخ وذاهبون للمستقبل مع ربان سفينتنا ...