رأي

إدريس المغلشي: بوناني مراكش

بعد الوصول إلى نقطة الصفر ونهاية سنة 2024 التي حملت معها نقطا مضيئة على قلتها وسط كثير من الأوجاع، ومادام البعض قد تخصص في ترديد إيجابيها بشكل ببغائي ممطط وممدد فوق خطوط الزمن حتى لا نلتفت لأعطاب اجتاحت دروب حياتنا كالوباء وصرنا عند نهاية كل سنة نحصيها كمن يعد خطاياه فيصاب بالدوار فلا يقوى على الاستمرار. صرنا متوجسين بعدما ركبنا الخوف وأصبحنا غير قادرين على التذكر . نتناسى كل شيء حتى لا تزعجنا تلك الايام الخوالي ، نتمنى ألا تعود بماضيها المأزوم الذي ودعناه دون عودة.

سنة 2024 لا يجب بالضرورة أن يسرق الاحتفال بنهايتها ما بقي من أحلامنا، ان بقي من الفرح والقدرة شيء أمام سلوكات حكومة لقيطة تعسفت على كثير من مقومات الحياة .شبهها احد الظرفاء كالطاعون لم تترك وراءها سوى الخراب والدمار . وجدنا أنفسنا مرغمين بين خيارين عند نهاية سنة2024 ونهاية حكومة كل زمن من عمرها يحمل في ثناياه مطبات وكوارث. ما يعيشه متضررو الزلزال في المغرب المنسي من ظروف قاسية امطار وثلوج ووضع لا يطاق في العراء يدين الحكومة. اين انت يا وزيرة الاسكان ؟ بعدما وزعت وعودك يمنة ويسرة دون ان يرف لك جفن كما توزع الحلوى على اطفال جوعى. ومن يطالب بحقوق الساكنة يسجن في زمن ردة حقوقية بامتياز، حكومة يزعجها الكلام الذي يفضح طريقتها في التدبير ودرجة تقصيرها. كم مرة تقتلنا التفاصيل دون أن نعالج دواخلنا قبل أن نصوب كلامنا اتجاه الآخر! نحن نتأمل كيف اغتصب بعض فسدة السياسة حريتنا في العيش الكريم إلى حدود الاختناق. وأصبح معيشنا اليومي يسبح في كلفة باهضة قضت على ماتبقى من امل لدى عموم الناس.

مراكش اصبحت مستباحة بلا حدود ولا متاريس. تعيش أسوأ أيامها بعدما تكالب عليها مجموعة من عديمي الكفاءة والمسؤولية. وجعلوا منها بقرة حلوب للاغتناء. ولضمان بقائهم على راس تسييرها الفوا حولها حكايات فيما يشبه الف ليلة وليلة معبئين جيوشا من الرعاع لترديد نفس الخطاب دون ان يدروا أن الواقع يكذب ذلك . حالة مراكش باتت كواجهة تأسر الزائر بسحرها معتقدا أن جل أحيائها تعيش نفس الايقاع والمستوى من التدبير والحال انها تعرف وتيرتين وعقليتين مختلفتين ،واحدة لاستقبال الزوار رغم ظهور بعض المشاكل من قبيل ازدحام الطرقات وصعوبة وجود محطات لركن السيارات وفوضى في الخدمات وأخرى لقهر السكان من إهمال لتخفي وراءها معاناة ومآسي الدروب والازقة والهوامش لا بنية تحتية ولا طرق تليق بالساكنة ولا خدمات عند نهاية كل سنة تختفي تلك الوعود ولم نعد نسمع لها وقعا وتصاب الساحة بلعنة الغياب لترجع المدينة لواقعها المأساوي وتعيد الكرة بنفس المشاكل ونفس العقلية . لا أحد يتدخل ليوقف نزيف العبث .

فلاتحملواا لمدينة أكثر مما تطيق ..!

فمسؤولوها غير مستوعبين لتاريخها ولا لمكانتها وموقعها في جغرافية الوطن. لا للسير مع جوقة المطبلين الذين اغتنوا من اسمها بكثير من الطرق الغير قانونية دون ان يثبتوا أنهم فعلا ينتمون إليها.

سنة للنسيان ضاعت فيها كثير من الفرص بعدما طبعنا مع التفاهة والفساد والانقياد لإجراءات لا تراعي لا قدرتنا الشرائية ولا نمط معيشنا اليومي الذي أصابه العجز .مع كل مناسبة نرفع اكفنا إلى الله ونقول اللهم عجل بنهاية الحكومة لتنتهي معها كل الأحزان.