قضايا

التمغرابيت ..

عبد العالي بطل

حقيقة أن هناك أسئلة مثيرة غالبا ما تجعلنا نفكر ونتأمل فيها بعمق شديد قبل الإجابة عليها، سواء كان ذلك خلال فترة النوم والاستيقاظ، أو خلال فترة الراحة والتأمل، أو من خلال مناسبة من المناسبات التي تمر في حياتنا.

ومن بين الأسئلة التي اثارت انتباهي، سؤال مفاجئ طرحه عليٌ طفل صغير في السن بينما أنا أشاهد التلفاز وأتابع الاخبار بكل شغف وحب وملامح السعادة في عيني، على الاستقبال الذي أقامه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لضيفه الكبير الرئيس الفرنسي ماكرون. وكلمة هذا الأخير في البرلمان المغربي لمدة 42 دقيقة، حيث سألني “هل أنت مغربي؟”.

وكانت إجابتي وبدون تردد أو تلعثم مع ابتسامة عريضة ودمعة فخر واعتزاز على محياي وأنا أعانقه بلهفة، نعم نعم أنا مغربي وللأبد، نعم أنا مغربي عاشق لتراب وماء وملك هذا البلد العظيم، نعم أنا مغربي متشبع بوطنيته وثقافته المتنوعة وتاريخه المتجذر والمتأصل والمتشبث بالقيم الدينية السمحاء. نعم أنا مغربي كالمغاربة المضيافين المحبين للحوار الجاد والهادف والبناء غير المتطرف، نعم أنا مغربي يحب الخير لجميع الناس، نعم أنا مغربي محب لتقاليد وعادات هذا البلد العريق، نعم أنا مغربي محب لملكه واسرته العلوية الشريفة بطانة واحفاد النبي، تلك الأسرة العريقة والمتأصلة والواعية بظروف ورغبات وطموحات شعبها ومن حولها للوصول بهم لقمم والمجد والرخاء والازدهار.

فاللهم يا ابني لا حسد من الأعداء المتربصين للزلات، فمن يعرف يا ابني التاريخ الاندلسي سيعي تمامًا أن المملكة المغربية امبراطورية صنعت تاريخًا مشرفًا في كافة الميادين، وفي مختلف المجالات، وعلى جميع الأصعدة. ولهذا فيحق لي ولك ولأي فرد من هذا الوطن أن نفتخر بتاريخ بلدنا العريق ومن صنعه، والأحداث يا ابني كفيلة وشاهدة على كلّ هذه الخطوات والمسارات الرائعة، كما هو تاريخ حافل بالإنجازات والتقدم رغم كل الاكراهات والصعوبات التي تعترضه. نعم انا مغربي لأن المغرب على مرّ الزمان كان ولا زال يده ممدودة للخير طامحة لإسعاد جميع الناس، مغرب به أسود صامدة يتقدمهم أسد مغوار شامخ يستوطن قلوب جميع محبيه وحتى اعدائه رغم عدم افصاحهم بذلك، أحب من أحب وكره من كره، الكل يهتف من ورائه بكلمة وعبارة واحدة “نحبك” “عاش الملك”.

نعم أنا مغربي لأن بلدي دائما فاعل مهم ورائد قاري لديه طموحات ورؤى واضحة على جميع الوجهات، نعم أنا مغربي اليوم والأمس وغدا، بفضل الرؤى الثاقبة لما سطره اسده المغوار من مسارات لأجيال تعقبها أجيال، اسد ضحى ويضحي من أجل أبناء هذا الوطن واسعادهم وجعل ملامح الفخر والعزة في اعينهم، لهذا فأنا مغربي وافتخر. لهذا يا ابني ان محبة الوطن هي من الثوابت التي يجب ان نتحلى ونلتزم بها ويجب ان تكون مغروسة في نفوسنا لكي نحافظ على أمن بلادنا ومرافقه ومكتسباته بل وحتى المحافظة على بيئته وسلامته والبعد عن كل ما يلوث وطننا حسياً ومعنوياً حتى ان كان فردا منا، وهذا هو الواجب والمطلب الحتمي.