قضايا

حين يخطئ الحجر.. وأنا مع الملك..

عبد الرحيم بوعيدة (برلماني)

يبدو أن الحجر الذي تلقاه رجال الأمن بمختلف تلاوينهم قد أخطأ الطريق والهدف..

الحجر في تاريخنا السياسي الحديث له مرجعية تشهد أين كان يجب أن يوجه حتماً، ليس لرجل الأمن الذي اتعبته أخطاء السياسيين في هذه الولاية الحكومية..

الحجر موثق بالصوت والصورة إذا لم نحقق ماوعدنا به في حملتنا الانتخابية جرو علينا بالحجر..

الخطاب واضح ونحن ضد توجيه الحجر لأي كان فما بالك أن يكون ضد رجل الأمن الذي يجد نفسه كل مرة في مواجهة أخطاء السياسي، نحن نريد مجتمعا حياً ينتقد، صحافة حرة غير مرتبطة بصنبور الاشهار، برلمان قوي وليس ملحقة حكومية نصمت فيها فقط لأنا ننتمي قسرا للاغلبية..

الوطن فوق الجميع وحين يفكر شبابه في الهجرة الجماعية فتمة شيء ما غير طبيعي..

ماوقع في الأسبوع الماضي ليس غريبا ولا يدخل في علم الغيب، بل هو محصلة طبيعية لمنطق حكومة حولت المواطن إلى زبون تبيع له كل شي: التعليم، الصحة، الفواكه، السمك، والقائمة طويلة… وحده الهواء الذي نتفسه لم تطله أيديهم!!

وحين قلنا ذات صيف حارق أن زواج المال بالسياسة ينتج ابناء غير شرعيين لايهمهم من الوطن سوى الرصيد ودفعنا حينها الثمن، وقلنا أن غياب سؤال المحاسبة يشجع الفاسدين على النهب والنتيجة كما نراها..

ليس عيبا ان نصارح أنفسنا فنحن عاجزون عن المواجهة، لا أحد فينا يستطيع إقناع من يريدون الرحيل لأننا بكل بساطة قتلنا الوسائط..

الأحزاب عاجزة غارقة في ملفات وفيها من يتقن فن الرقص فقط..

لو عاش الجابري الذي كان يكتب البيانات الايديولوجية وغيره من كبار المثقفين حتى الآن لذهلوا من حجم الصدمة..

من يكتب الآن البيانات مغنون زادهم الايديولوجي حشيش وكلام ساقط، هم من يرسمون لنا الآن خارطة الطريق.

 كم يحزنني أن يصمت السياسي حين عليه أن يتكلم وان يختفي من يدعون أننا أول دولة اجتماعيه في افريقيا..

بين المغرب والضفة الأخرى بضع ساعات تختزل في طياتها عيوبنا، أخطأنا، فسادنا، وتطرح علينا سؤالا عريضا لماذا يرحل شبابنا..

ستقول الحكومة حين تتحدث أنها مؤامرة، لكن تظل أسباب النزوح عالقة، ويظل معها سؤال من أفرغ الصناديق؟ 

ومن حول المخططات الخضراء الى سواد قاتم؟ 

ومن قتل التعليم والصحة؟ 

أليس نحن من ساهم في كل هذا؟..

واهم من يعتقد أن السياسة رقص وكلام!! إنها فعل مجتمعي صادق، ممارسة وتأطير بالعلم والثقافة والفن الراقي..

السياسة تحتاج لرجل دولة يحب الوطن لايملك أرصدة ولا أموال، انذاك سيكون الوطن مختلفا..

حين يفكر شباب ونساء ورجال بالهجرة فعلينا أن نستقيل جماعةً لمصلحة الوطن لأننا لم نوفر الإحساس بالأمان حتى لا أقول الأمن لأنه تعب من أخطاءنا..

فرجاء، لايقل لي أحد إنك في الأغلبية وتتحدث بمنطق المعارضة لأني بكل بساطة أنا مع الوطن ومع الملك..

وحين يتسع البرلمان للنقاش الحر ويقوم بدوره سنقول كل شيء…

لكن مادمنا مع الأغلبية فلا يعني ذلك أن نصمت لمجرد أن نرتاح على كرسي كل يوم إثنين…