وأنا أرقب المشهد، تخيلت لو أن الوزير انتقل بسيارته إلى منزل كاتب مغربي مبدع لفه النسيان، فأتى به إلى المعرض ومنحه شرف قص شريط افتتاحه، في التفاتة رمزية جميلة، واصطحبه في جولة خفيفة في أروقته، ثم نظم له حفل تكريم رمزي في رواق وزارته الفخم الفسيح، عرفانا بجهوده ومن خلاله بجهود الكتاب والمؤلفين والمبدعين ومن وراءهم من الناشرين، ثم يعود به إلى بيته ومستقره معززا مكرما.
كيف سيكون وقع هذا المشهد لدى المغاربة بمختلف أطيافهم وأعمارهم، وهم يشاهدون تكريم الثقافة والمثقفين، في مناسبة ينتظرونها كل سنة؟ لكننيي استفقت من حلمي الجميل فإذا براقص أجنبي، يعوض المثقف المغربي الذي في حلمي، يمشي متبخترا في فضاء المعرض مزهوا بحراسه إلى جانب الوزير وهو يتجول معززا مكرما بين العالمين.
لم أصدق المشهد أو على الأقل لم أرد أن أصدقه، حاولت أن أرجع إلى غفوتي حتى تذوب حسرتي، لكن الواقع كان أقسى علي حتى في الحلم فحرمني من نشوتي ولذتي، ورفع من منسوب حسرتي، فحوقلت واسترجعت، وقلت حلم جميل، إن لم يتحقق فلمثقفينا صبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.