وأنا أتصفح آراء الناس في النقط التي تم الإعلان عنها في موضوع مدونة الاسرة، راعني الكم الهائل من الكاريكاتير والهمز واللمز بل آثار انتباهي أنه حين نتحدث عن المدونة تختزل الأمور بين زوج وزوجة .
ولا يأتي احتمال ولو صغير جدا أن هذه الزوجة قد تكون بنتك أو أختك مثلا . ثم لماذا احتدم هذا الصراع بعيدا عن النقاش. فالمدونة لا تخص المرأة ولا تخص المتزوجين أو المقبلين على الزواج بل هي تعني المجتمع .
وأساس الأسرة التي من المفروض أن يحميها الجميع باعتبارها لبنةَ المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وإن انهارت انهار المجتمع.
كما أنني توقفت كثيرا أمام موضوع الذمة المالية والتي يحدد طبيعتها مبدئيا الأزواج إما أن تكون مشتركة أو مستقلة .
وبالتالي فالزوجان أمام اختيارات ولكل اختيار مداخله ومخارجه. ثم لماذا ونحن مقبلون على الزواج نستحضر سوء النية .الزواج أصلا هو تعارف وتساكن وتكامل ومحبة ومودة وليس حلبة للصراع .
ألم تسمعوا كما سمعت أن هناك زوجات وطاعنات في السن أخرجنا من منزلهن لأن الزوج مات وأصبح في زمام التركة . أليس انسانيا أن تبقى في منزلها حتى تموت هي كذلك، وبعد ذلك يدخل في اطار الإرث علما أنه الآن هناك من يسجل عند الموثقين ما يسمى بالعمرى ...ما المشكل اذا تعمم وأصبح من حق الزوج والزوجة ان يبقوا في البيت إلى أن يتوفى الزوجين معا .؟؟ الم نسمع كثيرا بأن الأب منع ابنه او ابنته من السفر مع أمه بدون أي مبرر وللأسف حضرت في مواقف مماثلة عدة مرات.
وذات مرة اتصلت بي فنانة معروفة أبى زوجها ـن يرخص لابنها أن يحصل على جواز السفر ويسافر إلى إحدى المدارس الرياضية باسبانيا .؟؟؟ما معنى أن نعطي للمراة الأطفال لتقوم بتربيتهم وأظن أن أصعب عملية في هذه الحياة هي تربية الأطفال ونمنعها من اتخاذ قرار كتغيير المدرسة أو الحصول على البطاقة الوطنية ؟؟
بل الأنكى من ذاك أني اعرف سيدة قررت أن توفر بعض النقود لاطفالها في البنك بأسمائهم وبقيت ردحا من الزمن وهي توفر ولما احتاجت لدعم ابنها الذي أراد ان يسافر لاتمام دراسته وهي التي حرمت نفسها من أشياء عدة وإن كانت بسيطة لم تجد درهما في الحساب لأنها هي تضع من هنا والأب يسحب من هناك ؟.؟
أنا لا أناصر طرفا ضد آخر ولا أنزه طرفا عن الآخر ، فالضحايا من هنا وهناك . ولكن النقاش يجب أن ينصب عل النقط في حد ذاتها للعمل على صناعة نقاش عمومي متوازن يستحضر المصلحة الفضلى للاطفال .
وهنا أقف وأقول قبل أن يتم الزواج لابد أن يكون كلا الطرفين قادرين على تحمل مسؤولية الأطفال وأن يكونا قادرين على الصبر من أجلهم ومن أجل تربيتهم وتوفير أجواء صحية مبنية على احترام المراة والرجل على حد سواء . لأن من هنا يبدأ الإصلاح. فإن كنا نتزوج بدون استحضار المسؤولية وكلما ضاق بنا الاأمر نلجأ الى الطلاق- والذي وصل إلى أرقام مخيفة- وأن نترك الأطفال في عواصف مؤلمة مع الزوج أو مع الزوجة . فالطفل يحتاج لأبويه. ولا يحتاج إلى نفقة و لا إلى زوجة ابيه والقصص في هذا الموضوع كثيرة ولا إلى زوج أمه وكذلك الفضائع التي تروى في هذا السياق يندى لها الجبين. فعوض أن نناقش مع من سيبقى الطفل يجب أن نحرص على أن يكون بين أبويه الحقيقين .
المجلس العلمي في نظري كان متوازنا ولم يمسس بالنصوص القطعية كما كنا نقول دائما ولكنه طرح بدائل وأنا أتقاسم معه موضوع الهبة للأبناء أو لمن شاء المعني ،لأن المال في حياة المعني هو ماله يعطيه لمن شاء ، هبة أو صدقة أو هدية ولكن حين يموت يصبح المال لله وبالتالي يدخل في مسطرة الإرث التي حددها الله . وما اظن أنهم تعدوا أي حد من الحدود .
وبالمناسبة، وبالمناسبة شرط فإن اطفال الطلاق يعانون سواء كانوا مع الأب او الأم فقط لأنه يدخل متغير آخرفي حياتهم ، وكما يقولون في الرياضيات بتغيير المتغير تتغير النتيجة .
كما أني لا افهم لماذا استشاط بعضهم غضبا حين سمعوا أن عمل المراة يدخل في تنمية مداخيل الأسرة وبالتالي فهي شريك .فإننا نجد قديما في سوس سنوا عرفا اسموه "حق الكد والسعاية" ثم أنسينا أن المراة حين تكون تعمل خارج البيت فالأسرة تدفع لمن يقوم بهذه الأعمال داخل البيت ؟؟؟أليس هذا نوع من المساهمة حين تقوم به المرأة نفسها . وما نقول عن تلك المراة التي تعمل خارج البيت وداخله ؟؟ أنا لست ممن يغلبون كفة المرأة على الرجل بل أنا يعجبني التوازن وإعطاء كل ذي حق حقه بناء على مبدأ لاتبخسوا الناس اشياءهم.
صحيح في بعض الحالات يصعب الفصل بين ما هو حق وما هو غير ذلك لتماهي الخطوط بينهما ولكن الله جعل لنا ضميرا نحتكم اليه .
ولكل هذا فأنا أرى بأن النقاش يجب أن ينصب على أن الزواج ليس حدثا عرضيا أو مزاجيا، مختزلا في العلاقة الجنسية بل هو قرار يستوجب الكثير من صدق النية والمودة والقدرة على التنازل بين الطرفين لحساب صيانة بيت الزوجية .
بيت الزوجية لا يمكن بأية حال أن يكون حلبة للصراع بين المرأة والرجل لأني لا أظن أنهما تزوجت ليتباريا من الأقوى ومن سيفوز بالآخر بل هو محبة ومودة وإذا اقتنعنا بهذا فلا اظن أننا سنحتاج إلى محاكم ....فما أحوجنا إلى الأخلاق.