على باب الله

على هامش قرار الحكومة دعم الكتاب المدرسي... لقرايا في الراس والخساره في الكراس

المصطفى كنيت

الحكومة تضيف الكتاب المدرسي إلى المواد التي تستفيد من دعم صندوق المقاصة إلى جانب السكر والدقيق ( ليس كل الدقيق) و غاز البوطان، وهي مواد يستفيد منها الأغنياء أكثر من الفقراء بالاستثناء ذلك الخبز الذي لا يصلح في كثير من الأحيان للاستهلاك، الذي يجد طريقه إلى أفواه المحتاجين وذوي الفاقة.

اليوم تزف الحكومة خبر دعم الكتاب المدرسي، بنسبة 25 في المائة من سعر البيع، وترفض دعم المحروقات ( باستثناء دعم النقل الطرقي للبضائع والمسافرين والذي أثار الكثير من الضجيج، وضل هدفه ومبتغاه)، وهو ما سيجد طريقه إلى حسابات الناشرين، بدون تمييز بين من يقتنون تلك الكتب المدرسية، في غياب سجل اجتماعي يحدد من يستحق.

الحكومة التي رفع أزيد من 2 مليون مغربي في وجه رئيسها عزيز أخنوش وسم "ارحل"، وتطاردها أخبار تعديل حكومي يهدد أغلبيتها بالتيه، و "كل ها يقلب على ديب يشويه"، لا تجد ما تهدأ به روع الدخول المدرسي، بعد أن فشلت الوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة في إخراج النظام الأساسي الجديد، وإقناع "المتعاقدين"، وحل الملفات المطلبية للنقابات القطاعية الأكثر تمثيلية ( كما تقول).

يأتي هذا القرار في الوقت الذي تشكو فيه الحكومة من ارتفاع نفقات المقاصة من 17 إلى 33 مليار درهم، وهي بذلك تزيد عبئا جديدا على صندوق، ظلت تدعي أنه لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من النفقات.

و لم يرافق هذا القرار، لا توقيع لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي يعيش أقصى درجات العزلة، ويبدو أنه في عطلة عن مشاكل المواطنين، ولا تطبيل الناطق الرسمي باسم الحكومة.

كما لم تكشف الحكومة عن التكلفة المالية للدعم، علما أن عدد التلاميذ في المغرب، حسب المعطيات الرسمية التي نشرتها الوزارة برسم موسم 2021ـ 2022، يقارب 9 ملايين تلميذة وتلميذ...

 هذا القرار يفضح الحكومة التي ترفض دعم المحروقات بمبرر الحفاظ على ميزانية الاستثمار، وإلا فإن عليها أن تقول للرأي العام من أين أتت بالأموال المخصصة له.

والواقع أن الذي يحتاج إلى الدعم أولا هو الأستاذ، الذي يعمل، أحيانا، في ظروف تنعدم فيها الشروط التربوية، والمؤسسات التعليمية، التي تفتقر إلى المراحيض والكهرباء والماء الصالح للشرب، و التلاميذ، الذين يذهبون إلى المدرسة تحت جنح الظلام... والذين يقطعون الكيلومترات من أجل الوصول إلى المدرسة في غياب النقل المدرسي، والمطعم المدرسي... وعلى رأي المثل:" القرايا في الراس والخساره في الكراس"...