يبدو أن لسعيد الناصري، رئيس الوداد البيضاوي، و رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، الكثير مما يقوله، و ما يرويه من الحكايات، التي وثقها ب " الكاميرا" الخفية، رغم أن المجالس أمانات.
و هذا ما يفسر الاندفاع الذي أبداه، حين قرر طوعا، أن يشعر النيابة العامة أن لديه المزيد من المعطيات...
هكذا صحا ضميره، في قلب سجن عكاشة، و قرر أن لا يلين كبده، و يصدح بكل الحقيقة.
والحقيقة، و الحالة هذه، هي ما ترى لا ما تسمع، و هو ما جعل الكثير من " الشخصيات" تتحس رؤوسها، و تندم عن ساعات الزهو التي قضتها معه أو بالقرب منه داخل شقته.
و يردد المغاربة: " ساعة ازهُو بقطيع الراس"، و من منا لا يتذكر خطبة الحجاج عن الرؤوس التي أينعت و حان قطافها، و في القرآن الكريم:" فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذْنَٰهُم بَغْتَةً"، ذلك أن الله سبحانه و تعالى يمهل و لا يهمل، و قد انتظرت طليقة عبد النبي البعيوي، التي يسّر لها الله سبيل البراءة من سيناريو الناصري لإلباسها قفطان الخيانة الزوجية،( انتظرت) بضع سنين، لتقدم للفرقة الوطنية للشرطة القضائية معلومات على طبق من ذهب.
و يبدو أن الناصري، كان مأسورا بأهوائه الشخصية، و التي قد تكون ذات طبيعة مرضية، أو أنه كان يحضّر لهذه اللحظة، و أراد أن يحصّن نفسه بامتلاك أسرار أولئك الذين كانوا يقصدون تلك الشقة، وهم كثيرون...
و لا شك أن الناصري يمتلك من الأسرار الكثير، التي قد تقود إلى مساءلة الكثيرين من " النخبة" السياسية و الرياضية و الإعلامية...
و باستثناء بلاغ فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب " الجرار"، فإن الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، يلوذ بصمت " مريب"، و لم يعد يتكلم لا جهرا و لا همسا، و أن "العقل" الذي ظل يستعمله لحماية المتابعين "ومن تحتها" ، و"كأن صاحبنا يمتلك دواليب المحكمة بنفس قوة معرفته لأسرار “التقاشر”" كما كتبت الزميلة "برلمان.كوم"، توقف عن الاشتغال.
و لا تتوقف قضية الناصري و بعيوي عند حدود وهبي، رغم أن لسان وهبي ليس له حدود، و لا يتوقف عن " اللغو"، بل لها امتدادات أخرى.
و كما قال سيدي عبد الرحمان المجدوب:
لي جاور القدْرة ( إناء طيني للطبخ) يتطلى بحمومها..
و لي جاور الصابون جاب نقاه.