الأكيد أن الأصل في الإنسان هو البراءة، و قد برأت الوزيرة ليلى بنعلي نفسها مما نشرته صحيفة استرالية، تصدر في تلك الأصقاع البعيدة، و كان من الممكن أن نقول:" أمنا"، رغم أن قُبَل، تُحرك القلب، بما قد تحمله من هوى المعاصي.
و في قصيدة لمرئ القيس:
قبلتها تسعاً وتسعين قبلة
وواحدة أخرى وكنت على عجل.
و العجلة من الشيطان، لذلك لم تستعجل الوزير في الرد، حتى عندما مد لها موقع إلكتروني المكرفون، عشية الاثنين في مجلس النواب، و حتى عندما ضلت باب الخروج، و فضلت أن تترك الجواب إلى الغد، و لم تعمل بقول الشاعر بشار بن برد:
فَاِستَبقِ عِرضَكَ أَن يُدَنِّسَهُ
ظَنُّ المُريبِ وَظَنُّهُ حَسَدُ
لذلك كبُرت الظنون، و انتفخت أوداجها، حين أصدرت الوزارة بلاغا بدون ختم ولا توقيع، قبل أن تنتبه، و تضع عليه الطابع.
فظهر أن هناك ارتباكان في تدبير هذه القضية:
الاولى: في تصريح الوزيرة، التي كان من الأفضل أن تحسم في التصريح، بالنفي أو التأكيد من دون أن تترك كوة الشك تتسع، و خيط اليقين يضْعُف.
الثانية: في البلاغ الذي تتكلم فيه ليلى بنعلي من وراء حجاب (تؤكد السيدة بنعلي أن....) من دون أن يكون هناك موجب لهذا التستر ، الذي يجعل منْ يتكلم في النص، مجرد ناقل للكلام، و هو كلام يحتمل الصدق والكذب.
لكن كما يقول فولتير:" الحقيقة قوية"، و لقد بدأت تشق طريقها، و لا شك أنها ستكشف وجه تلك السيدة ألتي لم نكن نرى إلا ظهرها، وهي غارقة في جحيم من القُبل.
و بالفعل، فهذه القبلة، هي الجحيم عينه، إذا ما كان طرفها، الملياردير و السياسية المغربية، لما تخفيه من تضارب مصالح.