رياضة

التوقيت الوظيفي تزامناً مع كأس الأمم الأفريقية (CAF)

عبد اللطيف مجدوب

 تحديات وتدابير

يعيش المغرب حالياً على وقع تأهب قصوى وعد تنازلي استعداداً لاحتضان فعاليات كأس الأمم الأفريقية (CAF)، وهو حدث قاري ضخم يتطلب تعبئة وطنية شاملة، لا سيما على المستويين الأمني واللوجستي . هذا التحدي الكبير يفرض تكييفاً جذرياً في الحياة اليومية، أبرزها إدارة التوقيت الوظيفي وحركة المرور تزامناً مع تدفق الجماهير وإجراء المباريات.

 المدن الحاضنة للمباريات والبنية التحتية

ستكون أنظار القارة موجهة نحو المدن المغربية الكبرى التي ستستضيف مباريات البطولة. هذه المدن هي الركيزة الأساسية للحدث، وتستدعي جاهزية قصوى ليس فقط للملاعب، بل لكل البنى التحتية المحيطة بها.

 المنظومة الأمنية الدقيقة

 تكنولوجيا متطورة ، تخصص لضمان سلامة الجماهير والوفود وتأمين سير البطولة، تم تفعيل منظومة أمنية متطورة ودقيقة تشمل:

 * تنصيب كاميرات ذكية: تم نشر هذه الكاميرات في المواقع الحساسة والاستراتيجية، داخل وخارج الملاعب، وعلى طول المسارات الرئيسية، لتعمل بتقنيات التعرف ورصد أي تحركات غير عادية، مما يعزز من المراقبة الاستباقية.

 * الشرطة الخاصة للتدخل السريع: وحدات مدربة تدريباً عالياً للتعامل الفوري والفعال مع أي طارئ أمني، مما يضمن استجابة سريعة للحفاظ على النظام.

 * الشرطة الخاصة بالجماهير: فرق متخصصة في إدارة حشود المشجعين، سواء داخل أو خارج الميادين الرياضية. دورها محوري في توجيه الجماهير، وتسهيل عملية الدخول والخروج، ومنع أي احتكاكات محتملة، مع التركيز على التواصل الفعال والاحترافي.

 شبكة الطرق وتحدي الانسيابية

تتزامن فترة البطولة مع كثافة غير مسبوقة في استخدام الطرقات. لذا، تم وضع خطة شاملة لـتهيئة بعض شرايين شبكة الطرق الرئيسية وإجراء تحسينات ضرورية لرفع قدرتها الاستيعابية. الهدف هو تحقيق الانسياب المرن للسيارات والعربات وكذا الراجلين، لا سيما في محيط الملاعب وفي الطرق المؤدية إلى المدن المستضيفة.

 التوقيت الوظيفي: التحديات والحلول الاستباقية

يُعد التوفيق بين سير العمل الطبيعي ومتطلبات تنظيم حدث رياضي عالمي هو التحدي الأكبر الذي سيواجه مستعملي الطرق والممرات والطرقات، خاصة في أوقات الذروة التي تتزامن مع مواعيد المباريات.

 سيناريوهات مواقيت الدخول والخروج الوظيفي/المهني

لتفادي الاختناق المروري، وتأمين وصول الموظفين لمقرات عملهم والجماهير للملاعب في الوقت المحدد، تعمل السلطات على تطوير سيناريوهات مرنة لمواقيت الدخول والخروج الوظيفي/المهني، وذلك بتنسيق وثيق مع السلطات الأمنية والوظيفية، وتشمل هذه السيناريوهات:

 * اعتماد التوقيت المرن (Flexible Hours): السماح بتأخير أو تقديم مواقيت العمل للموظفين غير المرتبطين بالحضور المباشر، لتفادي ساعات الذروة قبيل أو بعد المباريات (مثل العمل من 8:00 إلى 16:00 أو من 10:00 إلى 18:00 بدلاً من التوقيت الاعتيادي).

 * التشجيع على العمل عن بعد (Teleworking): تفعيل نظام العمل عن بُعد قدر الإمكان في الإدارات والمؤسسات غير الحيوية، خاصة في الأيام التي تشهد فيها المدينة عدداً كبيراً من المباريات.

 * توقيت خاص للمنطقة الحمراء: تحديد توقيتات دخول وخروج للموظفين العاملين في المناطق القريبة جداً من الملاعب، مع مسارات مخصصة لتفادي اختلاط حركتهم بحركة الجماهير.

 الإرشاد المروري الذكي وتوجيه السائقين

لإنجاح هذه السيناريوهات، من الضروري توجيه مستعملي الطريق بشكل فعال. لذا، سيتم:

 * تنصيب لوحات ضوئية (VMS - Variable Message Signs): سيتم نشر هذه اللوحات عبر الطرق ومداخل المدارات الحضرية.

 * التوجيه الفوري: ستعرض هذه اللوحات المسارات الواجب استعمالها أو تلك التي يجب تجنبها بسبب الازدحام أو الإغلاق المؤقت، بالإضافة إلى معلومات آنية حول مواعيد المباريات القادمة، وذلك لضمان الانسياب المرن لحركة السير.

خلاصة: إن استضافة المغرب لكأس الأمم الأفريقية هو اختبار حقيقي لمدى قدرة المنظومة الوطنية على التكيف والعمل المشترك بين مختلف القطاعات. ويبقى التحدي الأهم هو تحقيق التوازن بين متطلبات تأمين هذا الحدث البارز واستمرارية الحياة الوظيفية والاجتماعية للمواطنين، وهو ما تتصدى له السلطات عبر تدابير أمنية متخصصة وحلول مرورية ولوجستية ذكية ومبتكرة.