يظهر أن الحكومة عاجزة عن حماية معطياتنا الشخصية، و عوض أن تعترف بالضعف أمام الاختراقات الرقمية، طفقت تقصف على عورتها من الأوراق ما لا يستر سوأة، و لا يحمي معلومات.
فقد قلل الوزير " الضاحك" من هول الذي حدث، و خرج المدير العام للصندوق الوطني الاجتماعي ببلاغ باهت يهدد من ينشر تلك البيانات، التي باتت تستقر في جيب قرصان، و أكمل "الباهية"، الناطق الذي لا ينطق "لفظا مفيدا"، كما في ألفية ابن مالك، إذْ يصيب كلامه الإعوجاج بعد كل زلة حكومية، و لو كانت بحجم فضيحة.
و بدل الإقرار بهذا الضعف السيبرانطيقي، فضل ناطقها الرسمي أن يلوذ بالفرار، من دون أن يقدم اعتذارا للذين انتهكت خصوصيتهم، أو أن يقر بتقصير الحكومة في حماية هذه المعطيات، بل ألقى بالمسؤولية كلها على عدو خارجي، و سياق سياسي يحصد فيها المغرب انتصارات دبلوماسية بفصل دبلوماسية ملكية، التي لا يد للأغلبية الحكومية فيها.
إن تقصير الحكومة، و خاصة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حقيقة ثابتة، و لن يلغيها اللف و الدوران الحكومي، و لا بلاغ شاحب، لم يقدم من المعلومات ما يُطمئن نفوس المغاربة، بل اختار تهديدهم تحت طائلة المتابعة القضائية.
و لا شك أن المغاربة يفطنون جيدا أن لا حق لهم في نشر تلك المعلومات، إلا أولئك، المسخرين للقيام بمثل هذه الأدوار القدرة، لكن بالمقابل لن يستسلموا لرواية حكومية ساذجة، تستغبي الرأي العام، و تصر على المرور على حدث جلل مرور الكرام.
فالزلة أكثر من أن يجمع " شراويطها" بلاغ، و فضح الفضيحة لن يفعفعه تهديد.
"الله يحد الباس" من مصائب هذه الحكومة، التي جف على ولايتها الزرع، و غرز الضرع، و انتشر الغلاء و البلاء الرقمي، و مع ذلك فهي ترقص على إيقاع عجعجتها، التي بلا طحين، كبهلول في المدينة، الذي اتحفتنا بقصته المطالعة القديمة.