فرغم الإعلان الرسمي عن نفاذ التذاكر في وقت قياسي قبل موعد المباراة، رصدت الكاميرات والجماهير الحاضرة شغور أكثر من 8000 مقعد بالمدرجات، في مشهد يتناقض مع الحماس الجماهيري المعهود.
ووثقت لوحة الملعب حضور 60,180 متفرجاً، وهو رقم يقل عن الطاقة الاستيعابية الكاملة للملعب بما يقارب 10 آلاف مقعد، مما طرح علامات استفهام كبرى حول مصير التذاكر "المباعة".
- أصابع الاتهام تشير إلى "السوق السوداء"
وعزى نشطاء ومراقبون هذا الغياب غير المبرر إلى فشل شبكات المضاربة، أو ما يعرف محلياً بـ"الشناقة"، في إعادة بيع التذاكر في السوق السوداء.
وتشير التحليلات إلى أن استحواذ المضاربين على كميات ضخمة من التذاكر بهدف بيعها بأسعار مضاعفة اصطدم بوعي الجماهير أو ربما بارتفاع سقف الأسعار، مما أدى إلى بقاء التذاكر في حوزتهم وبقاء المقاعد فارغة، في وقت حرمت فيه فئة عريضة من الجماهير الراغبة في التشجيع من الحضور.
- غضب افتراضي ومطالب بالتقنين
وضجت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك"، بموجة من التعليقات الساخرة والغاضبة في آن واحد. واعتبر عدد من المدونين أن ما حدث هو "درس قاسٍ" للمضاربين، حيث علق أحدهم قائلاً إن فشلهم في البيع هو النتيجة الطبيعية للجشع، بينما فضل آخرون متابعة المباراة في المقاهي بأسعار رمزية بدلاً من الخضوع لابتزاز الأسعار الخيالية.
وفي سياق البحث عن حلول، طالب قطاع واسع من الجماهير بضرورة تدخل الجهات المنظمة لسن قوانين صارمة تقطع الطريق على المحتكرين.
واقترح العديد من المعلقين الاقتداء بالتجربة التركية وأنظمة عالمية أخرى، التي تفرض ربط شراء التذكرة برقم البطاقة الوطنية (الهوية)، وتحديد سقف لعدد التذاكر المسموح بها للفرد الواحد، لضمان وصولها إلى المشجع الحقيقي وليس السماسرة.
واختتمت التدوينات بدعوات صارمة لمحاربة ظاهرة "الاحتكار" التي تسيء لصورة التنظيم وتفرغ الملاعب من روحها الحقيقية، وهي الجمهور.






