قال محمد بنعبو، مدير المركز الوطني للأمن البشري والتغيرات المناخية، إن التساقطات الثلجية التي عرفها المغرب خلال الموسم الحالي أعادت الأمل بعد سبع سنوات وصفت بـ“العجاف”، مضيفا أن الثلوج غطت قمم جبال المملكة بمساحات قياسية حطمت الأرقام المسجلة خلال السنوات الماضية، وهو ما سيكون له أثر إيجابي مباشر على المخزون المائي والغطاء النباتي.
وأوضح بنعبو، في تصريح صحفي، أن هذه التساقطات الثلجية من شأنها إحياء الآمال المرتبطة بإنقاذ الموسم الفلاحي، في ظل الضغوط المتزايدة على الموارد الطبيعية وتنامي التحديات المرتبطة بالأمنين المائي والغذائي.
وأبرز الخبير في المناخ أن مساحة الثلوج بالمغرب تعرف تذبذبا من سنة إلى أخرى، غير أن المعطيات الحديثة تشير إلى تغطية واسعة وغير مسبوقة، حيث بلغت المساحة المغطاة بالثلوج حوالي 54 ألف كيلومتر مربع في منتصف دجنبر 2025، معتبرا هذا الرقم قياسيا ويعكس أهمية التساقطات الثلجية الأخيرة في تغذية الفرشات المائية.
وأضاف أن هذه المساحة تهم بالأساس مرتفعات الأطلس الكبير والأطلس المتوسط، مبرزا أن السنوات السابقة سجلت مساحات أقل بكثير، إذ لم تتجاوز في أحد المواسم حوالي 30 ألف كيلومتر مربع، مقارنة بمعدل سنوي معتاد يناهز 54 ألف كيلومتر مربع.
وأشار بنعبو إلى أن الثلوج تركزت بشكل كبير في سلاسل جبال الأطلس الكبير والمتوسط، مع تسجيل سماكات مهمة في مناطق جبلية مثل أزوركي وبويبلان وأوكايمدن، مبرزا أن هذه الكتلة الثلجية تشكل مخزونا مائيا استراتيجيا، يساهم في تغذية الينابيع والفرشات المائية، وتلطيف الأجواء، والحد من التبخر، وهو ما يعد عاملا حاسما في استدامة الموارد المائية بالمغرب.
وختم مدير المركز الوطني للأمن البشري والتغيرات المناخية تصريحه بالتأكيد على أن الموسم الحالي يسجل تغطية ثلجية استثنائية وواسعة النطاق، تفوق المعدلات المعتادة، وتشمل أجزاء كبيرة من المناطق الجبلية، ما يعكس أهمية هذا المعطى المناخي في سياق التحديات البيئية التي تواجهها المملكة.






