إنها لحظة التنوير الساخر التي تكشف أن كل التنميق والزخرف اللغوي لم يكن سوى ستاراً يخفي الجوهر المأساوي.
عندما يُصرح – بشكل مباشر أو ضمني – بأن الحزب يمتلك "زبناء وعمق انتخابي" ولا يمتلك "مناضلين"، فهنا يكمن الفرق الجذري بين السياسة كقضية والسياسة كصفقة. تلك الكلمة لم تكن مجرد زلة قلم، بل كانت مفتاح فك الشفرة للذهنية التي تسير المشهد.
هذا هو الوضوح الذي يبحث عنه المواطن: أن يرى الخطاب المحترف للتطبيل يسجل هدف الهزيمة في مرمى قضيته بيده.
فالواقع، عشنا فيه أسوأ فترة حكومية، اتسمت بالهشاشة وغلاء المعيشة.
و أما الخطاب الدفاعي الذي يأتي من "المهووس بـ'الأخنشة'" فيؤكد أن الأمر لا يتعدى كونه "إدارة زبائن" لا "قيادة وطن".
المفارقة واضحة، لا لبس فيها إن من يحاول أن يعاكس آراءنا ويناقض الواقع المعاش، إنما يثبت بتلك الكلمة أن أولويته ليست الإصلاح بل إدارة الكتلة التصويتية و البحث عن طرق جديدة لعقد صفقات شراء وفق دفتر تحملات محدد مع استهداف العالم القروي و البحث عن "فراقشية" يتقنون ابتياع القطيع..






