قد يكون صدفة أن الرقم 13، هو حجم المبلغ المالي بملايير الدراهم الذي غذي الأرصدة البنكية لـ18 مستوردا للأبقار و الأغنام، من دون أن يكون لذلك أي أثر في خفض أسعار اللحوم، و لا على جيوب المواطنين و بطونهم.
بما أن هذا الرقم هو نذير شؤم، فإن جزءا من الرأي العام، منذ أن انفضح أمر هؤلاء، يطالب بتحرك أجهزة الرقابة المالية لكشف لائحة المستفيدين ومحاسبتم، لمَا لم يحقق هذا الدعم السخي الغاية التي صُرف من أجلها، أما الجزء الآخر فيكتفي برفع أكف الضراعة إلى الله بالمساجد، في هذا الشهر الفضيل، بأن لا يبارك لهم في تلك الأموال.
والأكيد أن هؤلاء المحسوبين على رؤوس الأصابع، قد جفى النوم عيونهم، خيفة نشر أسمائهم، أو فتح القضاء بحثا في هذه النازلة، بعد أن أدرك بعض وزارئنا، متأخرين، أن هؤلاء الشناقة "باعوا لينا لعجل"، فسارعوا إلى التبرّئ منهم حتى لا نأخذ بلحاهم.
و هكذا بعد أن قصّت الحكومة سروال صندوق المقاصة، حتى بات بلا جيوب... لا يستر عورة أغلب الطبقات، من لهيب الغلاء، و منطق الأسعار الحكومي، الذي لا يهمه القدرة الشرائية للمواطنين، و إنما التبجح بما تم توفيره من هذا الصندوق، حتى جاء من أثقن نصب شراك "ثلاث وضامة" على رقعة اللعب الحكومي، فاختارت حكومة أخنوش أن تلوذ بالصمت عملا بالمثل الشعبي:" لخسارة لا معرفها حَدْ ارباح"، إلا أن الوزير رياض مزور، اختار استعمال الشق الثاني من هذا المثل:"ارباح إل عرفوه الناس اخسارة"، فنفخ فيها نزار بركة قبصا من ذهاء استقلالي، يمتح من روح كتاب جده علال الفاسي:" النقد الذاتي"، ومن تقاليد الزاوية المشيشية التي تطلب للضالين التوبة والهداية.