حينما نشاهد بعض البرامج التي تستضيف الشبيبات الحزبية، نتأكد أن الفكر والثقافة السياسيين تراجعا بشكل مهول، ليس أقل من تردي السلوك والممارسة في هذا المجال. منذ 2019 ونحن نؤكد على ضرورة إستنبات نخب جديدة قادرة على المساهمة في رفع التحديات وإعادة الثقة في العمل الحزبي، عوض "استنساخ" نخب تربت على يد نفس النخب التي نسعى لبناء أخرى أفضل منها، وهو طموح يجب تشجيعه، حتى لا نعيد إنتاج نفس الظروف التي تؤدي إلى نفس النتائج، إلى ما لا نهاية. الاستمرار على نفس النهج ليس قرارا حكيما. لكن لدينا من القناعة والأمل ما يكفي لمباشرة إصلاح هذا المشهد، لصالح الوطن ومصالحه التي تعلو ولا يعلى عليها. الأحزاب السياسية، من صميم الديمقراطية، و"استنبات" النخب من صميم الإصلاح الرهين بصناعة الفرق، بمواكبة التطور الذي يعرفه العالم، بمواكبة التطلعات والرهانات، لذلك نتطلع لمبادرات حكيمة يحركها حس "الوطنية" بكل مرونة وواقعية، بعيدا عن أية مزايدات أو تصورات "مثالية" أو "عدمية"... من أجل غد أفضل.