ظاهرة أخرى صادمة إلى حد ما في المغرب، هي أنني لا أرى سوى الرجال جالسون حول الطاولات في شرفات المقاهي، ثنائيين أو ثلاثيين أو أكثر، سعداء ومبتهجين جداً.
في أغلب الأحيان يلتقي الرجال في المقاهي بشكل شبه يومي، أو حتى مرتين يوميا، في الصباح وفي فترة ما بعد العصر، ويجتمعون بسرور ويبدو الأمر وكأنه موعد رومانسي. والفرحة التي يعيشها هؤلاء الرجال خلال لقاءاتهم تشبه فرحة موعد العشاق الذين لا يملون من بعضهم البعض لساعات وساعات كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
وللأسف فإن هذه الساعات الطويلة التي يستمتع بها هؤلاء السادة فيما بينهم هي على حساب الوقت المسروق من زمن زوجاتهم وأطفالهم.
وبعد لقاءاتهم المبهجة، يعود هؤلاء الرجال إلى منازلهم تاركين الفرحة في المقاهي وبمجرد دخولهم البيت يظهرون غاضبين وكأنهم في السجن ويتشكون من زوجاتهم وأطفالهم، كما لو أنهم نادمون على ترك عشاقهم. أسمع هذا الواقع بمرارة من أفواه النساء والأطفال والمراهقين الذين يستشيرونني.
وأمام ظاهرة شرفات المقاهي هذه، أطرح الكثير من الأسئلة:
– هل هو إدمان على السعادة التي يجدونها فقط مع الذكور؟
– هل هو جهل بمسؤوليتهم كآباء وأزواج، أم أنه نوع من الهروب من البيت؟
– هل هو الضيق الزوجي؟
– هل هو إدمان على حياة العزوبية أم ندم على الزواج؟
– هل هو تفضيل صحبة الرجال على النساء؟
لو عُدنا إلى التحليل النفسي، لربما كان فرويد سيقول إن الأمر يتعلق بالشذوذ الجنسي المكبوت؟