على باب الله

"أخنوش ارحل" ليس "فايك نيوز" ولا "لعبة فايسبوكية"

المصظفى كنيت

ما حدث لأخنوش في مهرجان " تيميتار" ليس فايك نيوز، والذين رفعوا شعار "ارحل" في وجه رئيس الحكومة، ورئيس بلدية أكادير، لا يدعون إلى الخروج عن القواعد الدستورية والديمقراطية، بل فقط يقولون لـ "رجل الأعمال" اجمع حقائبك وارحل، لا أقل ولا أكثر.

و لا مجال، والمناسبة هذه، للإدعاء أن الناس كانوا يتزاحمون من أجل التقاط الصور مع أخنوش، فالمشهد كان "مخدوما" و الذين اقتربوا منه كانوا محسوبين على رؤوس الأصابع، و كانوا يقومون بمهمة "كومباراس" في فيلم تصرف الأموال الكثيرة من أجل تصوير مشاهده، وكتابة المقالات التي تروج له.

و ما جعل ما حدث ليس مجرد "فايك نيوز" كما في الخطة الإعلامية التي تريد أن تقنع المواطنين بما لم يشاهدوه، و بما لا يحسون به، بل ويحتقرون من يحاول استبلادهم بمثل هذه المزاعم، هو أن مطلب رحيل أخنوش ليس وليد لحظة المهرجان، بل سبقه "هشتاغ" يدعوه إلى الرحيل، و سبقه غضب ونقمة على الأوضاع التي أوصلت لها الحكومة البلاد والعباد، و بدا أن شعار " تساهلو أحسن"، يؤدي مهمة عكسية بمنطق حسابات رجل أعمال، تهمه ثروته، ولا يلتفت إلى معاناة الذين انهارت قدرتهم الشرائية.

ولا أحد بمقدوره أن يمنع المواطنين من الاحتجاج على رئيس حكومة، وعلى ارتفاع الأسعار، والبطالة والوعود الكاذبة... فهذا الاحتجاج ليس "لعبة فايسبوكية"، بل أصبح في عقر دار أخنوش حدثا واقعيا، لا يمكن أن ينكره إلا الذين امتلأت بطونهم وجيوبهم، وهذا كاف لكي يقتنع رئيس الحكومة نفسه، بعجزه عن مواصلة مهامه، ويقدم استقالته، ويترك المكان لخلف من نفس الحزب، الذي احتل الصف الأول في الانتخابات الأخيرة في احترام تام للقواعد الدستورية...

فيريح (نا) السي أخنوش ويستريح...

والله أعلم.