مجتمع وحوداث

إنذار أمني كاذب في ستراسبورغ يعيد طرح إشكالية التحريض اليميني ضد المساجد في فرنسا

عبد الله بوصوف

 

أعلنت السلطات الأمنية، السبت بمدينة ستراسبورغ عن إغلاق جزء من وسط المدينة، عقب  الإشتباه في تهديد يستهدف مسجد ستراسبورغ، بعد تداول رسائل تروج لعملية تفجير مزعومة في منتصف النهار، بالتزامن مع موعد صلاة الظهر.

وبسبب عملية التفتيش التي باشرتها الأجهزة الأمنية المختصة، وإعلان إخلاء محيط المسجد إلى حين التأكد من خلوّه من أي خطر، تعذّر على المسلمين أداء صلاة الظهر في المسجد. وقد انتهت العملية الأمنية بسلام، دون تسجيل أي حادث، على أن يُعاد فتح المسجد أمام المصلين مع موعد صلاة العصر.

ويأتي هذا الحادث في سياق مشحون، سبقته حملة تحريضية قادها اليمين المتطرف ضد أحد المساجد التابعة للجالية التركية في المدينة. فقد قامت نائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، ماريون مارشال، بنشر فيديو صورته من أمام مسجد “أيوب سلطان” التابع للأتراك، مدعيةً أنه مسجد ستراسبورغ، في خلط واضح بين المؤسستين الدينيتين.

وللتوضيح، فإن مسجد ستراسبورغ تم تدشينه سنة 2012، في حين أن مسجد أيوب سلطان لا يزال في طور البناء. وقد أدى هذا الخلط المتعمد أو القائم على الجهل إلى نقل صورة مشوهة للرأي العام، تخدم خطاب التخويف والتحريض.

ويُفهم هذا السلوك في إطار حملات تشويه أوسع يتعرض لها الإسلام في فرنسا، تقودها أطراف من اليمين المتطرف، سياسيًا وإعلاميًا، وتهدف إلى خلق مناخ من الخوف والريبة تجاه المسلمين ومؤسساتهم الدينية.

وأمام هذه الحملات المغرضة، تبرز مسؤولية المسلمين في مواجهة التحريض بخطاب هادئ، عقلاني، ومنفتح على المجتمع، يعمل على تطبيع العلاقة معه، وتهدئة النقاش حول الممارسة الدينية، بما يرسّخ صورة الإسلام كعنصر إيجابي ومساهم في بناء مجتمع يسوده الأمن والطمأنينة والعيش المشترك.