فن وإعلام

في البحث عن امتدادات "أدبية": أدب " الخيريات" ..؟!!! هل حان الوقت لبزوغه؟ ؟

عبد الرحيم ناصيف عن مجلة "الأمة الثقافية المصرية "

قبل عشر سنوات ؛ بالضبط سنة 2015 ..و نحن ندون ذاكرة الملجأ الخيري : دار الأطفال البيضاوية بالمغرب ؛ أنا و الشاعر لايمني استيتو ،و التي نشرناها في كتاب : سيرة المهجرين بين الأسماء ، طرحنا الفكرة ، فكرة أن نصحو ذات يوم على أدب يحمل هذا الإسم : أدب الخيريات ..!!

طرحناها في الأول نتيجة نقاش صادق بيننا ..و عزمنا على الحفر فيها .

قدر لي منذ ذاك الوقت أن أطلع على بعض التجارب و الكتابات الأجنبية أساسا: تجربة إيرلندية تحكي عن واقع أيتام الأديرة في إيرلندا .

تجربة فرنسية حكتها الراحلة عائشة الشنا عن جماعة فرنسية تشكلت من الأيتام الذين وضعوا في دور الرعاية ،و رفعوا دعوى ضد الدولة الفرنسية لمسؤوليتها في عدم البحث عن أبائهم بعد الحرب العالمية الثانية ..

لكن ، لم أطلع على أي تجربة عربية في هذا المجال .

تساءلنا مرارا أنا و الصديق لايمني استتو عن غياب تجارب كتاب و شعراء و فنانين مكتوبة ؛ تحكي عن فترات إقامتهم بالمؤسسات الاجتماعية ؛ تختلف أسماءها بين الدول ،لكنها معروفة ب:دور للأيتام .

أو طرح السؤال الآخر : ألم تنجب هذه الدور أي ..مبدع؟ 

طرحت السؤال قبل سنوات في صحيفة عربية .

في المغرب، حين أعلننا عن رغبتنا في محاولة لتأسيس هذا الأدب ..قوبلت الفكرة بالصمت أولا .

لم يكن الأمر سهلا . 

حين أصدرنا كتاب : سيرة المهجرين بين الأسماء و أرفقنا الكتاب بنداء لتحرير اللسان من الصمت المضروب على،هذا الفضاء : دور الأيتام . لم،نتلقى أي جواب.

كان الأمر مفهوما .

ثم قبل سنة أو سنتين؛ سيصدر نص روائي بمدينة القنيطرة يحمل عنوان : ولد الخيرية . للكاتب المغربي خليل خاي .

و هذه السنة ؛ سنة 2025 صدرت ترجمة فرنسية لكتاب : سيرة المهجرين بين الأسماء موسومة : edentités éphémères للأستاذة المغربية ثريا لمسالمي. 

بعد عشر سنوات ...ألا يمكن القول أن تلك الأمنية التي ناقشناها سنة 2015 بدأت بالتحقق..مغربيا على الأقل ؟

بدأت ..إنها ثلاث إصدارات مؤسسة .

بدأ الأمر هكذا حين ظهر "أدب السجون"..كان على أحدهم أن يتكلم عن تلك التجربة . فتكلم الراحل عبدالرحمان منيف ..و تلاه الآخرون ، فتوفرنا على "أدب السجون".

كل الأحلام الكبرى تبدأ بحلم صغير ..

و كل حلم و أنتم..!!!