مجتمع وحوداث

ما وقع بفاس أقرب إلى"أعمال قتل"

مصطفى الفن (صحفي)

ما وقع بفاس هو ليس فقط "وفاة" 22 مواطنا مغربيا بينهم أطفال..

ما وقع بفاس هو ربما أقرب إلى "أعمال قتل" راح ضحيتها أناس أبرياء وراح ضحيتها أطفال أبرياء..

لكن من هو "القاتل"؟..

طبعا "القاتل" ليس له هنا أي إسم طالما أنه يختفي خلف الإهمال..

ويختفي خلف اللا مبالاة..

وخلف التواطؤ المحتمل..

كما أنه لا وجود ل"قاتل" واحد في هذا الذي حصل..

إنهم "قتلة" كثيرون ومتعددون..

وربما يشبهون ثعلب زفزاف..

يظهرون أحيانا ويختفون أخرى..

لكن الهدف واحد وهو استمرار هذا المسلسل الطويل من "أعمال القتل" الذي يعرف جيدا كيف يختار ضحاياه..

كما أن ضحايا هذه الفواجع لا يتغيرون..

إنهم قارون وثابتون ومعروفون..

إنهم ليسوا سوى مزاليط الوطن وأطفال البؤساء من الوطن..

هل سمعتم يوما أن عمارة واحدة من عمارات الأثرياء انهارت فوق أبناء الأثرياء؟!..

أبدا، لن تسمعوا ذلك..

الصفريري بنى نصف المغرب من الشقق الآيلة للسقوط.. فهل حصل له أو لأبنائه مكروه؟..

أكيد لا..

وأكيد مثل هذا لن يحصل أبدا..

صحيح أن القضاء الواقف فتح بحثا لمعرفة ملابسات هذا الذي جرى في حي المسيرة أو في حي المستقبل بفاس..

لكن الضرر حصل والفاجعة وقعت و"كية اللي جات فيه"، مثلما يقول المغاربة..

ثم أين نتائج "تحقيقات الماضي" التي فُتِحت في أكثر من قضية؟..

لا جواب..

ومع ذلك، فهذه مناسبة لأقول إن البحث القضائي الجاري لا ينبغي أن ينشغل بالقشور وينسى الجوهر في تحديد المسؤوليات..

وأكيد أن مسؤولية الحكومة ثابتة..

ومسؤولية الوزير الوصي ثابتة..

ومسؤولية المسؤول الذي جاء إلى المنصب بظهير ملكي سواء كان واليا أو عاملا هي أيضا مسوولية ثابتة..

نعم كل هؤلاء يتحملون نصيبا من المسؤولية في هذه الفاجعة..

وهذا ما ينبغي أن يستحضره التحقيق حتى لا يُقتَل الضحايا مرتين..