منوعات

شكاوى المغاربة من نفاذ رصيد 5G.. الخبراء يحسمون الجدل ويقدمون نصائح عملية

الحسن زاين

ضجت منصات التواصل الاجتماعي بتدوينات وتعليقات من مستخدمي شبكة الجيل الخامس (5G) تستغرب سرعة نفاد رصيد الإنترنت مقارنةً بالجيل الرابع (4G).

 واستغرب مواطنون ما وصفوه بـ "التبخر" السريع لباقات الإنترنت، وربطوا الأمر بكون شبكة 5G تستهلك بيانات أكثر من سابقاتها، حيث علق أحد النشطاء: "كنت أستخدم باقة 20 جيغا لشهر كامل على 4G، الآن على 5G انتهت في أقل من يومين! الرصيد يتبخر حرفياً، لم أغير طريقة استخدامي."

​هذه الشكاوى المتزايدة دفعت بالخبراء والمتخصصين إلى تقديم توضيحات منطقية تشرح هذه الظاهرة التي أصبحت مرتبطة بشكل مباشر بالسرعة العالية للجيل الخامس.

 وأوضح المتخصصون أن السرعة هي السبب، وليس الاستهلاك المباشر للشبكة، حيث أن الاعتقاد بأن 5G تستهلك بيانات أكثر هو اعتقاد غير دقيق.

وأكدوا أن الحقيقة تكمن في أن السرعة الكبيرة للشبكة تدفع الأجهزة والتطبيقات لاستخدام جودة أعلى وتنزيل حجم أكبر من المحتوى في وقت قصير جداً. 

وقدم الخبراء ثلاثة تفسيرات رئيسية لهذا الارتفاع غير الملحوظ في الاستهلاك: أولاً، الترقية التلقائية للجودة؛ فعند توفر اتصال سريع، تنتقل التطبيقات تلقائيًا من مشاهدة فيديو بجودة 1080p إلى 4K أو حتى أعلى، وهو ما يضاعف الاستهلاك عدة مرات دون تدخل المستخدم أو ملاحظته.

 وثانياً، أنشطة الخلفية الصامتة؛ حيث تستغل الهواتف الحديثة سرعة 5G في المزامنة السريعة للصور والفيديوهات وتحديث التطبيقات في الخلفية، ما يسحب حجمًا كبيرًا من البيانات دون علم المستخدم. 

وأخيراً، تعتمد منصات البث والألعاب السحابية على سرعات أعلى بشكل مستمر، مما يزيد كمية البيانات المستعملة بشكل كبير حتى دون تغيير سلوك التصفح اليومي.

 وبمعنى آخر، يرى الخبراء أن سرعة 5G العالية هي ميزة كبيرة، لكنها تجعل باقة الإنترنت تنفد أسرع إذا لم يُحسن المستخدم إدارة استهلاك بياناته بشكل فعال.

​ولمواجهة ظاهرة "تبخر" الرصيد والحد من هذا الاستهلاك المرتفع، قدم المتخصصون مجموعة من النصائح العملية للمستخدمين. أول هذه النصائح هي تفعيل "وضع توفير البيانات"، بهدف تقييد استخدام التطبيقات للبيانات في الخلفية وتقليل جودة المحتوى تلقائيًا.

 كما يُفضل بشدة تحميل الملفات الكبيرة عبر Wi-Fi، أي تحميل التحديثات الكبيرة أو الأفلام والملفات الضخمة عند الاتصال بالإنترنت الثابت. 

وأخيراً، ينصح الخبراء بـ استخدام 5G للحاجة القصوى، بمعنى تفعيل شبكة الجيل الخامس فقط عند الحاجة الفعلية لسرعات فائقة، مثل الألعاب السحابية أو مؤتمرات الفيديو عالية الجودة، والاعتماد على الأجيال السابقة (4G) للتصفح العادي.