وحدت جماعة المنصورية باقليم ابن سليمان كل المتناقضات وخلقت مجالا يشكل مختبرا للتجربة الجماعية بالمغرب وعينة حقيقية لشعار الفوضى الذي يطبع هذه التجربة بكل اشكالها حيث يختفي التخطيط ويصبح المجال الترابي للجماعة معبرا للغنى والثراء عن طريق مجالس جماعية على المقاس تبيح كل المحرمات منذ سنة 1997 الى شهر أكتوبر 2024 في غياب تام للسلطة (المحايدة) أمام رئيس عمر لمدة 27 سنة على رأس واحدة من أهم الجماعات بالمغرب عامة وباقليم ابن سليمان خاصة، قبل ان يتم عزله من طرف القضاء الإداري يوم الاربعاء 23 اكتوبر 2024 بناءا على تقرير أسود أنجزته لجنة من المفتشية العامة لوزارة الداخلية.
تركة الرئيس المعزول وإرثه الثقيل سيشكل لا محالة عائقا كبيرا أمام الرئيس الجديد للجماعة وتحديات كبرى حتى لو توفرت له نية العمل بجد و مهما كانت له الرغبة في الاصلاح والتغيير لأن الملفات التي هي أمامه ملفات ثقيلة جدا.
من بين الملفات التي ورثها الرئيس الجديد عن الرئيس المعزول، ملف الأعوان العرضيين 96 وهو الملف الذي كان على الرئيس السابق حله من خلال تسوية الوضعية الادارية لهؤلاء الأعوان الذين تبقى الجماعة في الحاجة إلى الكثير منهم وكان ذلك بامكانه، ملف دور الصفيح والمباني العشوائية التي تعيش ساكنتها اليوم "الرعب" بفعل عمليات الهدم التي تقوم بها السلطات بمجموعة من المناطق المجاورة والتي كان أيضا بإمكان الرئيس المعزول حله من خلال إعادة الهيكلة بالنسبة لبعض الدواوير (دوار العطار دوار مكزاز دوار القرابلة دوار المديوني) لوجودها على اراضي ملاكيها وإعادة الإيواء بالنسبة لدور الصفيح لأن المنصورية كانت إلى وقت قريب تتوفر على وعاء عقاري جد مهم وكان عدد دور الصفيح جد قليل، هناك ايضا ملف تجزئة الجبوجة وملف تجزئة شاطئ الصنوبر اللتان لا تتوفران على وثائق وملف بعض الوداديات السكنية التي تحولت بعض مشاريعها السكنية الى أطلال خصوصا تلك الموجودة بجانب الطريق الساحلية رقم 322.
إضافة الى ذلك هناك ملف النظافة وهو الملف الشائك، و ملف الثلوث البيئي، وملف تأهيل الشريط الساحلي الممتد على مسافة 23 كلم وغيره من الملفات التي كان بالإمكان ان يكون الجميع في غنى عنها اليوم لو توفرت إدارة الاصلاح والتغيير منذ 27 سنة.
كيف يعقل ان بلادنا ستنظم كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030 والمنصورية تنجز بها حاليا أكبر الملاعب الرياضية بالعالم والجماعة لا تتوفر حتى على قاعة اجتماعات وحتى مقرها الاداري يوجد بسكن معمر فرنسي تم تشييده نهاية الأربعينات ولا توجد بها دار شباب ولا دار ثقافة ولا مركز للتكوين المهني ولا منتزهات عمومي ولا نقل في المستوى ولا مستشفى محلي ولا دار ولادة ولا مركز يعتني بذوي الاحتياجات الخاصة، هشاشة البنية التحتية، ويعاني شبابها من آفة البيطالة، وكل المشاريع التي تم إنجازها منذ سنة 1997 إلى اليوم مشاريع استهلاكية متكررة الانجاز، كما أن مجموعة من المرافق تم إنجازها فوق عقارات الغير دون تسوية الوضعية وهو ما كلف ميزانية الجماعة أموال طائلة لفائدة أصحابها كما وقع بالطريق الشاطئية.
الرئيس الجديد ولتجاوز هذه الصعاب اليوم يجب أن يتوفر على مرفق اداري و ادارة مواطنة، يجب أن يكون بجانبه مجلس يتمتع أعضاءه بالحس الوطني عوض الهاجس الانتخابي الذي يتحكم في البعض، يجب ان يكون إلى جانبه مجتمع مدني فاعل يتقن فن الترافع عن مشاكل الجماعة ومصالح ساكنتها، وليس مجتمع مدني مفعول به، يجب ان يكون إلى جانبه السلطة المحلية والاقليمية والجهوية، يجب عليه أن يصلح ما جاء في تقرير المفتشية العامة لوزارة الداخلية من ملاحظات، يجب ان يتم طي صفحة الماضي والبدء من جديد...
الرئيس الجديد ولتجاوز هذه الصعاب اليوم يجب أن يتوفر أولا على مرفق اداري و ادارة مواطنة، يجب أن يكون بجانبه مجلس يتمتع أعضاءه بالحس الوطني عوض الهاجس الانتخابي الذي يتحكم في البعض، يجب ان يكون إلى جانبه مجتمع مدني فاعل وليس مجتمع مدني مفعول به، يجب ان يكون إلى جانبه السلطة المحلية والاقليمية والجهوية، يجب أن تتظافر الجهود كل من مسؤوليته السياسية او المدنية او الادارية وتحديثها وتخليقها لإصلاح ما تم إفساده، وذلك لن يتم في رأي المتواضع إلا بتغيير جدري في المنظومة الادارية للجماعة ومن هنا يكون المنطلق الحقيقي.
وفي النهاية يجب وضع حد للزبونية والمحسوبية و منطق اباك صاحبي في الحصول على الصفقات العمومية وطلبات السند ومنح الجمعيات والتشغيل و كل مايتعلق بالجماعة واعتبار أبناء الجماعة سواسية في الحقوق كما في الواجبات و أن تكون الاسبقية لهم في جميع المجالات المرتبطة بالجماعة مع وضع حد لسياسة التهميش والاقصاء التي كانت تمارس في حق مجموعة من الفاعلين المدنيين وفي ذلك خير للجماعة وللوطن ونحن مقبلين على تنظيم تظاهرتين رياضيتين من اكبر التظاهرات الرياضية على المستوى الافريقي والعالمي.