خصص مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي-البرتغالي (وزارة الثقافة) دورة سنة 2024 من ندوة “المغرب-البرتغال. تراث مشترك” لمدينة مازاكان/الجديدة احتفالاً وتقييماً لمرور عشرين عاماً على تسجيلها على قائمة التراث العالمي، وذلك لكي يبقى النقاش حيا متجددا حول مازغان بما هي كنز ثقافي للإنسانية وللتراث الوطني المغربي.
وتنظم هذه الطبعة بشكل مشترك بين مديرية التراث الثقافي والمركز المذكور والوكالة الحضرية لمدينة الجديدة/سيدي بنور بالتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة وإيكوموس-المغرب ومؤسسة القادري، وبمشاركة مغربية وأجنبية وخبيرة مسؤولة بالمجلس العالمي للمباني التاريخية والمواقع وباحث من جمهورية القَــمر المتحدة الذي يوجد في المغرب في دورة تكوينية خصه بها إيكوموس-المغرب طيلة شهر دجنبر.
وتحضر شركة الرباط الجهة للتراث التاريخي كضيف شرف في هذا اليوم الدراسي المخصص للتأمل في مازغان ومنطقة الارتفاق والحماية، وذلك حسب المحاور الكبرى التي تهم عرض لقلعة مازاكان/الجديدة (تاريخ، تراث، حالة الصيانة ومتطلبات التأهيل)،، اتفاقية 1972 وإرشادات تنفيذها (المبادئ، المزايا، الواجبات المترتبة على الدول)، نماذح عن استجابة المغرب لالتزامات اتفاقية 1972 (الرباط – مكناس – مازاغان،،،)، التذكير بالعمليات التي تم تنفيذها وتلك الجارية حول مازغان-الجديدة (الدراسات، مشاريع الترميم والتأهيل، برامج التنشيط والتحسيس، إلخ)، وطرح التوقعات والانتظارات.
كما يتضمن اليوم الدراسي معرضا للصور وتنظيم ورشة فنية للشباب وعرض فني. تراثي، إضافة إلى جولة مؤطرة إلى الحي البرتغالي وتراث القرن العشرين وسط الجديدة.
وذكر بلاغ للمنظمين أن المغرب يواصل، وفاءً للمبادئ الأساسية للاتفاقيات الدولية لسنة 1972 التي تحكم تدبير وحماية التراث العالمي، المادي وغير المادي، استخدام كل الوسائل والسياسات الممكنة للوفاء بالتزاماته، وخاصة الحفاظ على تراثه الذي يشكل هويته المتعددة.
و أضاف نص البلاغ، توصلت به "كفى بريس"، أن مازاكان (مدينة مازاكان البرتغالية)، على صعيد التراث الثقافي والطبيعي، وفقا لمبادئ اتفاقية 1972 ومساطر تنفيذها، تعد من بين الممتلكات التسعة المغربية المدرجة على قائمة التراث العالمي والتي تحظى باهتمام أجهزة الدولة، على مستويات مختلفة، ولو بأشكل متباينة أحيانا.
على هذا المستوى، وعلى الرغم من أن مازاكان تخضع لمراقبة دقيقة من قبل المصالح الخارجية والسلطات المحلية، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن برامج الحماية تشهد تقلبات دورية. ويتم ضمان الدراسات ومراقبة التطورات على المدى الطويل، في الوقت الذي تكون فيه مشاريع الحفظ والترميم الكبرى مكثفة على مدى سنوات معينة، ولكنها يمكن أن تنخفض أو تتوقف لفترات قليلة.
ومن جهة أخرى، فإن التدخلات المادية ليست الوحيدة التي يستفيد منها موقع مازاكان، ولكننا نلاحظ أيضا الاهتمام الذي يشمل هذا الممتلك الثقافي العالمي من حيث الوعي والتواصل وبرامج التحسيس. في الواقع، يتم تنظيم الدراسات الفنية والمؤتمرات والندوات وأوراش تكوينية ومعارض وأمسيات فنية وزيارات مؤطرة من قبل المصالح العمومية والأوساط الأكاديمية، وكذلك من قبل الجمعيات المدنية، بمشاركة السكان المحليين.
ومع ذلك، وبما أن التراث يتم دوما تعريفه بكونه هش ومعرض للخطر، يجب الاعتراف بأن قلعة مازاغان وخاصة منطقتها العازلة تتطلب المزيد من الاهتمام وعمليات المراقبة والحماية. صحيح أن هذا المعلم سيتم تجهيزه قريبًا بخطة حماية وميثاق معماري يوجد في مرحلته النهائية، وذلك بفضل دراسة أجرتها الوكالة الحضرية بالتشاور مع مصالح الثقافة والسلطات المحلية والمجلس المحلي، لكن لا بد من الإشارة إلى أن تباطؤ مشاريع الترميم في السنوات الأخيرة أثار مخاوف المسؤولين والمواطنين على حد سواء.