بعض اليسار لازال يقرأ كتب لينين الحمراء، التي كان يوزعها علينا رجل رحمه الله مجانا بالجوطية الموجودة بباب جديد مكناس أواخر السبعينات،
بدأت قراءتها في سنوات الثالثة والرابعة اعدادي، لم اكن افهم الكثير ،
لما كبرنا اكتشفنا انها احيانا اعقد من طلاسيم وجداول الكتب الصفراء،
مع الاسف فكر اليسار تمت مراجعته في المنبع، وانتج قول يتجاوز القول السابق، وخاصة المدرسة الالمانية و تجربة ايطاليا والاوج مع القراءة النقدية التي عرفتها امريكا اللاتينية، خاصة بعد نهاية الدكتاتوريات فيها، والعمق الذي قامت به في فهم النيوليبرالية ، بل لعبت الكنائس في هذه البلدان دورا تحرريا طلائعيا في تنوير المجتمع ومقاومة الهيمنة الامريكية،
اشد المراجعات كانت مع الصين بهدوء بحيث جعلت من العمل لدى الشعب الصيني امرا مقدسا، وهي نفس العملية التي سبقت اليها المراجعة البروتستانتية بتقويم المسيحية الكاتوليكية،
اصحاب المنبع حفروا وراجعوا، ولكن اصحاب المصب الذين قرؤا الفكر اليساري عبر ترجمة معظمها شرقي معاق المضمون لازلوا يقدحون من القاروارت المعتقة القديمة.
لقد تفاجأت يوما حين سألت متخصص في "الاقتصاد الماركسي" عن بعض المعادلات الرياضية البسيطة التي تصيغ العلاقة بين راس المال والعمل في النسق الماركسي، فاجابني بكل هدوء ان ماركس لم يعبر بالرياضيات!
قلت له هل تعلم ان النيوماركسية في الاقتصاد تعتمد على معادلة لاخطية في الرياضيات الجزئية الإشتقاقية؟
قال لا
قلت له انت لازلت تقرا الكتب الحمراء!