شجن، مها، مزمل، وآخرون تقاسموا مع هند أجواء تحركهم من أجل إرساء نظام ديموقراطي في البلاد قبيل سقوط حكم البشير سنة 2019، مع تركيز خاص على دور الفن والأدب في تحرير الانسان والتحفيز على حلم بأن التغيير ممكن من أجل دولة تضمن حقوق الانسان والكرامة للجميع.
يعكس الفيلم (76 دقيقة) الذي حرك مشاعر الجمهور في قصر المؤتمرات حركة عين شاعرية رصدت أنفاس شباب يرسم على الجداريات صور الشهداء الملهمين، وينظم القصائد الحارة في مديح الوطن، وينشد، بكل الألوان الموسيقية، أغنيات الأمل في غد أفضل.
لا مجال للحياد في وضع من هذا القبيل. تود هند مدب التي استفاد فيلمها من دعم برنامج “ورشات الأطلس” أن توجه خطابها بالخصوص إلى شعوب الغرب ونخبها، بأن الشباب العربي لا يختلف في أحلامه عن الآخرين، كما صرحت لوكالة المغرب العربي للأنباء. إنه “فيلم شخصي”، قصة التزام وصداقة تجعل الفيلم بمثابة حلقة في مشروع وثائقي. فقد أخرجت بين سنتي 2013 و2015، “إلكترو – شعبي” و” كلاش تونسي”، وهما فيلمان وثائقيان تلفزيونيان عن الإبداع الموسيقي كعمل ثوري، عرضا على العديد من القنوات التلفزية الأوروبية والعربية.
ثم أخرجت فيلم “باريس ستالينغراد” الذي لقي الإشادة من قبل النقاد، وتم اختياره للمشاركة في مهرجانات كبرى مثل مهرجان كوبنهاغن الدولي للفيلم الوثائقي، ومهرجان سينما الواقع، ومهرجان تورونتو.
وكان من ضمن هؤلاء اللاجئين عدد من الشباب السودانيين الذين عجزوا عن العودة للمشاركة في حراك زملائهم، فحثوا هند مدب على أن تسافر بأرواحهم الى الخرطوم لتكون شاهدة على الحدث.
لا صوت للسياسيين في هذا الفيلم الذي أرادته المخرجة إصغاء خالصا للشباب بصدقهم وعفويتهم. لأم مغربية وأب تونسي، قالت هند مدب إنها حققت حلما بعرض فيلمها الوثائقي الثاني لأول مرة في المغرب، البلد الذي تحبه أكثر من أي مكان آخر. وقد حلت برفقة شجن، الناشطة السودانية الشابة، التي سالت دموعها طويلا أمام ترحيب والتفاف الجمهور.
صرحت شجن سليمان للوكالة أنها استعادت بتأثر وشوق لحظات فارقة في حياة بلادها، انفجرت خلالها تطلعات جيل نهض بحلم تعثر طويلا ببناء السودان الآمنة والحرة والكريمة.
وأضافت الشابة التي غادرت بلادها على غرار جل أصدقائها أن الحراك الشبابي كشف عن قوة الفن بالكلمة في مختلف أشكالها، لوحة أو قصيدة، في مواكبة أحلام الناس وإلهامهم في طريق التغيير.
ويشارك فيلم “سودان يا غالي” في المسابقة الرسمية المخصصة لسينمائيين من جميع أنحاء العالم، ببرمجة تتكون من 14 فيلما روائيا طويلا يعد الأول أو الثاني لمخرجه، ويتم تقديمه في أول عرض عالمي أو في الشرق الأوسط وإفريقيا.