قيمة "الريد كاربت" أو السجادة الحمراء في المهرجانات عالية جدا، وخصوصا في تلك المهرجانات الكبيرة والمصنفة.
فتاريخيا كانت الريد كاربت مخصصة لاستقبال الملوك ولونها الأحمر يدل على الأبهة والارستقراطية والملكية، لتتحول في بدايات الستينات الى طقس ملوكي مرتبط بحفلات الأوسكار وفوقها يتم استقبال النجوم كملوك، ومن خلالها ايضا يقدم هؤلاء النجوم أنفسهم كملوك، فهي مسرح للتنافس بينهم وتسويق أنفسهم من خلال طريقة مشيتهم وحركات أجسادهم ونوعية ومستوى ملابسهم و تسريحاتهم ومكياجهن بالنسبة للنجمات.
"الريد كاربت" أو السجادة الحمراء تحولت فيما بعد في المهرجانات السينمائية العالمية الكبرى إلى سوق ضخمة تجمع بين الصناعة السينمائية وصناعة الموضة والدعاية والإعلام وغيرها من الصناعات، تتحكم فيها دور الأزياء الكبيرة وشركات الموضة والملابس والعطور والدعاية كأرماني وديور مثلا ، إذاً هي لا علاقة لها بالفن بمفهومه الإنساني والفكري والفلسفي... الذي يعرض في القاعات المظلمة، فهي جزء من صناعة المحتوى التجاري والتسويقي للمهرجان، وبما أنها سوق فمن يمر عليها من فنانين ونجوم هم سلعة أو هكذا يتعامل معهم وينظر إليهم، وكل فنان منهم له قيمة اعلامية وإعلانية معينة هي التي تحدد اهتمام المصورين به وتعاملهم معه، وهناك بعض الفنانين الكبار يرفضون المرور أو الاستعراض أمام الكاميرات لهذه الأسباب أي رفضا لمعاملتهم كسلعة. المصور هنا وكأنه وسيط يشتري ليبيع، فكل صورة التقطها لنجم معين تزيد من أرباحه سواء كان مرتبطا بمنبر إعلامي أو مستقل، وهناك نجوم هم علامة تجارية تباع صورهم بمبالغ ضخمة، لذا تجدهم أي المصورون يصرخون بهستيرية ويتزاحمون وكأنهم في بورصة تجارية حتى يحصلوا على أفضل الصور ليبيعوها بأفضل ثمن.
في مهرجاناتنا المغربية للأسف تهان السجادة الحمراء حيث تفرش للنطيحة والمتردية وماعافت السوق الفنية ، أتأسف على قسوة العبارة وأتأسف أيضا لمهرجان كبير ومهم محليا وقاريا كمهرجان مراكش وأنا أشاهد فوق سجادته كل من هب ودب وأتقزز أكثر من جرأتهم ووقاحتهم على الوقوف أمام المصورين لأخذ صورة، وهم يعرفون داخل أنفسهم أنهم مجرد كومبارسات لا قيمة لهم إعلاميا ولا فنيا، فغياب سوق اعلامية واعلانية ضخمة في هذا المهرجان بالمقارنة مع المهرجانات العالمية الكبرى، وأيضا غياب نجوم مغاربة بالمعنى المتعارف عليه عالميا كعلامات تجارية يحتم عليه على الأقل السماح فقط للفنانين المغاربة المشاركين، والفنانين الحقيقيين المحترمين شكلا ومضمونا والقادرين على اعطاء صورة مشرفة للفنان المغربي أمام الاعلام الأجنبي على تواضعه في هذه المناسبة.






