قضايا

لماذا قلب "لارام" بكل هذه القساوة على الجالية المغربية؟

مصطفى الفن (صحفي)

كم وددت لو تفاعلت شركة "لارام" إيجابًا مع تلك "الاستغاثة" الجماعية التي يبعث بها يوميا المئات بل الآلاف من المغاربة المقيمين بكندا أو أمريكا..

نعم آلاف المغاربة من جاليتنا المقيمة بالديار الأمريكية والكندية يريدون قضاء عطلهم وإجازاتهم هنا بالمغرب لزيارة ذويهم وعائلاتهم وأيضا لإنعاش السياحة الداخلية للبلد..

غير أن الأسعار المشتعلة في تذاكر طائرات "لارام" تقف عائقا حقيقيا أمام تحقيق هذه "الأحلام" المشروعة..

وأيضا تقف عائقا حقيقيا أمام تحقيق هذا الحق الذي يريد معه آلاف الآباء والأمهات ربط أبنائهم بماضي وحاضر ومستقبل الوطن..

وفعلا إنه لظلم كبير، وبأبعاد شتى، أن يصل أحيانا سعر التذكرة، لرحلة جوية رابطة بين موريال ويين مطار محمد الخامس، إلى 20 ألف درهم للفرد الواحد..

يقع هذا كما لو أنك مسافر إلى إلى "الآخرة" أو إلى كوكب آخر غير كوكب الأرض..

كما أن 20 ألف درهم للتذكرة الواحدة معناه أيضا أن الأسرة الواحدة المتكونة من أربعة أفراد قد تكون مطالبة بضخ 8 ملايين سنتيم في مالية "لارام" إذا ما أرادت هذه الأسرة أن تصل الرحم مع الأهل والأحباب ومع الوطن الأم..

يحصل كل هذا رغم أن "لارام" هي مؤسسة عمومية تابعة لدولة تريد أن تكون "اجتماعية" في التعامل مع أبنائها ومعه مواطنيها..

فعن أي "حس اجتماعي" نتحدث إذا كان قلب "لارام" بهذه القساوة التي تشبه قساوة "الحجارة" أو أشد؟..

طبعا من حق شركة "لارام" أن تفكر في الربح..

لكن ليس إلى درجة أن يكون الربح مدمرا للجذور الرابطة بين الوطن والمواطنين..