قضايا

لي بقا في عمرو نهار مات

سعد كمال

فيما توارى عبد اللطيف وهبي إلى الخلف، بعد الأضرار التي لحقت صورته كوزير للعدل، و امتدت إلى صورة حزب الأصالة والمعاصرة، باعتباره أمينا عاما له، خاصة بعد توقيع حسن بنعدي و الشيخ بيد الله و حكيم بنشماس و فاتح الذهبي، لبيان إدانة واستنكار لما أصاب "الجرار" من أعطاب و"خروج على الطريق"، باعتبارهم مساهمين في تأسيسه وقيادته، طلع سمير كودار ( نائب الأمين العام)، الذي يسعى إلى تعويض وهبي في القيادة، و فاطمة الزهراء المنصوري ( رئيسة المجلس الوطني للحزب)، التي لا طموح لها اليوم، كما قالت، ولكن قد يكبر طموحها غدا، للدفاع عن عبداللطيف وهبي، الذي لم يستطع أن يكون مقنعا، في جميع خرجاته، التي وفرها له الإعلام العمومي، للدفاع عما يعتبره جزء كبير من الرأي العام "خروقات" طالت امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، التي، أطلق الوزير، بعد الإعلان عن نتائجها، و ما أثارته من استنكار،،، عبارته الشهيرة "باه عندو لفلوس"، وهو ما  أجج نار الغضب على وهبي وعلى حزب "الأصالة والمعاصرة"...

و بعد أن سبق للحزب أن استنكر في بلاغ صادر عن المكتب السياسي سابق، ما تتعرض له قيادته، في إشارة إلى وهبي، رغم أن هبي:" جابها ليه فمو"، عقدت هذه "القيادة" لقاء، قيل إنه تواصلي، في محاولة لتأكيد:" أن مريضنا ما عندو باس"، بعد بيان القياديين السابقين، الذي يرى سي كودار أن لا وزن لمضمون ما جاء فيه، وترى المنصوري أنها تتواصل معهم باستمرار، وهو ما يخلق مزيدا من اللبس، حول مصير حزب، يبدو أنه يعيش شرخا، لا يحتمل انتظار عقد مؤتمر عادي في فبراير القادم، بل ينبغي سده قبل أن يتسع، ولن يسده، في هذه المرحلة، إلا رأس وهبي، الذي يبدو أنه استنفد كل إمكانياته، وبدأ يعيش عزلة، لا يمكن أن تخيفها كلمات "الود والمجاملة"، ليس في الحزب فقط، وإنما في الحكومة أيضا.

و الظاهر أن كودار أساء قراءة رسالة الأمناء العامين السابقين، بل أراد تحديها، بلغة تفتقد إلى اللياقة واللباقة، وتنم عن جهل بمسالك السياسة ومنعرجاتها و ما تحمله من مخاطر عند كل انعطافة، لأنها رسالة تتجاوب مع شعور عام لدى الرأي العام، سواء أكان قلب الحزب مطمئنا أو يريد أن يدعي الاطمئنان على انتظام نبضاته...

و على رأي المثل:" لي بقا في عمرو نهار مات"، و نهار ليس هو سنة، كما يعتقد كودار، لأن ذلك لن يزيد إلا ضررا بصورة الحزب، وبصور الذين يدافعون عن وهبي، مختبئين وراء الشرعية والمشروعية، التي تخفي طموحهم، في الاستيلاء على الأمانة العامة، برضا وهبي وتزكية منه.