على باب الله

الانسحاب من الحكومة

المصطفى كنيت

قال عبد اللطيف وهبي، الذي خفت صيته، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من مغادرة "الفريق" الحكومي، إن حزب الأصالة والمعاصرة لن ينسحب من الحكومة، رغم أن موضوع الانسحاب ليس مطروحا أصلا.

لعل وهبي يقصد بهذا الكلام تبليغ عدة رسائل:

أولا: أنه في حالة ما إذا ما عصف به التعديل الحكومي (إذا ما تم)، فإن الحزب لن ينسحب من الحكومة، وأن إبعاد أمينه العام من الفريق الحكومي لن يكون له أي تأثير على التحالف الأغلبي، وهو بذلك لا يربط استمرار مشاركة الحزب بشخصه، بعد أن فقد كأمين العام سيطرته على تدبير شؤون "البام"، الذي يهيمن عليه ما بات يعرف بتيار مراكش.

ثانيا: أنه وهبي يريد أن يقطع الطريق على إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذي تخلى عنه عزيز أخنوش، لكنه مع ذلك لزم الصمت، ولم يظهر الحزب أية "شراسة" في المعارضة، وانتقاد الحكومة، وكانت بعض بلاغات "البام"، أحد مكونات الأغلبية أكثر جرأة من بلاغات الاتحاد الاشتراكي، في الدعوة إلى حماية القدرة الشرائية للمواطنين.

و عندما نشرت "جون أفريك" خبر عن تعديل حكومي محتمل، انفرجت أسارير لشكر، رغم التصريحات "الملتوية" التي أدلى بها.

و لا شك أن أخنوش يحس بالذنب إزاء حليف وقف إلى جانبه، لكنه وجد نفسه مرغما عن تركه في المعارضة بعد أن اختار التحالف مع الحزب الثاني.

ولا شك أيضا أن أخنوش كان على يقين أن لشكر، وليس الاتحاد الاشتراكي، سيفتعل مشاكل داخل المعارضة، أكثر من ممارسة معارضة "بناءة" ضد الحكومة، خاصة وأن خيوط الود منقطعة بينه وبين العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية.

ثالثا: لقد أدرك وهبي أن ساعة رحيله عن التشكيلة الحكومية وعن  الحزب أيضا، قد دنت، ، لذلك فهو يمهد بتصريحه هذا إلى مغادرة القاربين معا، ويتركهما يبحران في هدوء، بعد أن وصل إلى قمة طموحه كمحامي، وهي تحمل مسؤولية حقيبة وزارة العدل، وهو نفس الطموح الذي يحكم تحركات لشكر، وبدل من أجله الغالي والنفيس من دون أن يحققه لحد اليوم.