موت الناس ومآسيهم لا يحتمل المزايدة وتسجيل النقط، لكنه لا يعفي من تحمل المسؤولية وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالدولة والهيئات المنتخبة. ما وقع في آسفي قد يحدث في بلدان أخرى، ربما أكثر تقدما، غير أنه ليس قضاءً وقدراً و عاصفة عابرة، بل هو نتيجة لتدبير مدينة يتم التعامل معها منذ مدة وكأنها قرية كبيرة. يحق لساكنة المدينة أن يحسوا بالغبن لأن قربهم كل شيء ولا شيء : الصناعة والصيد البحري والفلاحة، لكنها تعيش على هامش كل ذلك.
واد الشعبة الذي يعبر اسفي ليس قدرا، فالدار البيضاء مثلا تعاملت مع واد بوسكورة الذي كان يهددها و تم تحويله عبر قناة نحو البحر، ولم يعد خطرا كما كان في السابق. القضية فيها تخطيط واستباق قبل الكارثة، وهنا تأتي المسؤولية وأسباب حدوث المصائب. الله يرحم الموتى و يصبر ذويهم.






