ثلاث قراءات
تعرض القرار 2797 خلال مسيرته من التبني إلى التنزيل (اي مسودة وقرارا) إلى ثلاث قراءات:
1- قراءة القبول، وهي قراءة ضليعة؛ تبناها الجمهور المخلص للنص، الحريص على السياق. هي القراءة التي تمسك بها المغرب.
تحرص هذه القراءة على المُحكم ("الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب إطارا")، وتترك للمعارض الانشغال بالمتشابه والهامشي.
يذكر عطاف ان الجزائر كانت مستعدة للتصويت على القرار لو استجيب لطلبها - في اللحظة االأخيرة - بسحب كلمة واحدة: السيادة! (سيادة المغرب). فرغم ان "الحكم الذاتي" كان يتضمن سيادة المغرب، باعتبار الواقع ومسار القضية، فقد كان التنصيص على السيادة من باب سد باب اللجاجة.
للي فراس جْمَلْ فراس الجمال"!"
2- قراءة الرفض المبدئ التي بنت نصا موازيا، من المتشابه والهامشي. متعاملة مع النص الاصلي وكانه قصيدة سريالية، أو مستحثات من بقايا مخلوقات منقرضة. وهي القراءة التي ابدع فيها وزير الخارجية الجزائري - بعد الاستيقاظ من الصدمة التي افقدت بن عمار، ممثل الجزائر أعصابه: لفظ من هنا وكلمة من هناك دون سياق او نسق.
تمثل هذه الحالة الوجه المقابل لقصة السكران الذي سقط منه مفتاح المنزل حين تعثر في الحديقة آخر الليل، فخرج يبحث عنه في الشارع، لان الإنارة هناك اقوى. سكراننا ترك منطقة النور وذهب يبحث في المنطقة المظلمة.
3- القراءة التلفيقية البيداغوجية المشغولة بنقل الحوار من مرحلة إلى مرحلة مع الحفاظ على محكمه، ونواته الصلبة: قراءة الوسيط. وقد مورست هذه القراءة في مرحلتين: عند إدخال التعديلات، ثم خلال دفع الأطراف إلى الجلوس على مائدة المفاوضات. هذه القراءة لا يهمها الانسجام، ولا يحرجها التعارض، بل مهمتها تقديم المرطبات والأوهام لتسهيل انزلاق الاجسام الصلبة والخشنة نحو التصويت، ثم الجلوس حول المائدة، وشعارها: نصوت اولا، ثم نجلس حول المائدة اولا، والباب مفتوح ومغلق في الوقت نفسه.






