مجتمع وحوداث

الواقع المرير للتعليم في القرى.. تلاميذ بتاونات يركبون الحمير للوصول إلى المدرسة

الحسن زاين

أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من التلاميذ في دوار القنطرة بجماعة سيدي امحمد بلحسن بإقليم تاونات، وهم يقطعون مسافات طويلة على ظهر الحمير للوصول إلى مدرستهم. 

هذا المشهد يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الأطفال في المناطق القروية، ويجسد أزمة كبيرة في قطاع التعليم في المناطق النائية، حيث لا تزال الظروف التي يواجهها التلاميذ تتطلب تدخلاً عاجلاً وفعالاً.

"قليل اللي غيحس بهاد الأطفال"، هكذا علق أحد النشطاء على الفيديو، مشيرا إلى صعوبة الوضع خاصة في فصول الشتاء القاسية حيث يواجه الأطفال صعوبة وخطر في الوصول إلى المدرسة بسبب الأمطار، السيول الجارفة والطقس البارد، وهو ما يفاقم معاناتهم في غياب وسائل النقل المدرسي المناسبة.

وأضاف صاحب التعليق: "دُوزنا هاد المعانات وما زال ولاد صغار كيعيشوها، حسبي الله ونعم الوكيل"، في تعبير عن الأسى الذي يعيشه هؤلاء الأطفال يومياً.

الفيديو، الذي اطلعت عليه "كفى بريس"، أظهر المشهد المؤلم لأطفال صغار على ظهور الحمير، ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى دعم التعليم في المناطق القروية، بما في ذلك توفير النقل المدرسي المجاني لجميع التلاميذ. هذا الأمر أصبح ضرورة ملحة لتشجيع التمدرس والحد من الهدر المدرسي الذي يهدد مستقبل هؤلاء الأطفال.

وعبر نشطاء المنطقة في تعليقات عن استياءهم الشديد من عدم تحسن الوضع، حيث وصفوا المسؤولين المحليين والمركزيين بالتقصير. "للأسف يطلع علينا أبناء المنطقة ويقولون كل شيء على مايرام، وعندما ننتقد الوضعية يصفوننا بالخونة وزرع الفتنة"، هكذا عبر البعض عن خيبة أملهم.

وفي تصريح مؤلم آخر، دعا البعض إلى محاسبة المسؤولين المحليين والسلطات الذين تعاقبوا على المنطقة خلال السنوات الماضية. "غير معقول أننا في القرن الواحد والعشرون وما زلنا نرى هذه المشاهد، أكيد أن ميزانيات ضخمة صرفت في غير محلها أو تم نهبها"، حسبما قال أحد المواطنين، مشيراً إلى أن الصورة تشهد على تقاعس المسؤولين في توفير أبسط الحقوق للأطفال.

هذا وتستمر الدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي للسلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه المعاناة، وفي مقدمتها توفير النقل المدرسي وتطوير البنية التحتية للمدارس في المناطق القروية.