رأي

محمد العمراني: جيل زد لا يطلب قيادة تصفق له بل يطلب دولة تصغي

واضح أن البعض يعتقد أن الإصلاح لا يتم إلا إذا خرجت "القيادات" في بزات رسمية وقالت: نحن هنا لنصلح.

لكن جيل زد، للأسف بالنسبة لهم، لا يشتغل بنفس القالب القديم. هو جيل أفكار، لا جيل زعامات. جيل شبكات، لا جيل منابر خشبية.

المانيفست مشبوه؟

ربما لأنه لا يحتوي على صور الزعماء المعتادين، ولا يُوزع عبر القنوات الرسمية، بل يُتداول بين شباب يقرأون، يناقشون، ويقترحون... بدون إذن مسبق من أحد.

ثم من قال إن الإصلاح يحتاج إلى وجوه مكشوفة؟

هل نحاسب الفكرة بناء على ملامح صاحبها؟ أم نناقشها بناء على مضمونها؟

جيل زد لا يطلب قيادة تصفق له، بل يطلب دولة تصغي له.

فإذا كانت الحكومة تنتظر أن يقدم الشباب بطاقة تعريفهم قبل أن يُسمع صوتهم، فربما المشكلة ليست في غياب القيادات... بل في غياب النية الحقيقية للإصغاء.