هناك أناس تلتقيهم عن طريق الصدفة، ليصبحوا بتلك الصدفة أعز الناس إلى قلبك، تُحبهم أكثر من الذين أدخلتهم إلى حياتك باختيارك ورغبتك.
واكبت الإعلامية المغربية نسيمة الحر القناة التلفزيونية الثانية منذ ظهورها في المشهد السمعي البصري، وأثارت الانتباه بإطلالتها الجذابة وبتقديمها لبرامج متنوعة ومتعددة خلفت وراءها الكثير من ردود الفعل بين محبذ ومنتقد. اقتحمت نسيمة العمل التلفزيوني في التلفزة المغربية في نهاية الثمانينات، قبيل بلوغها سن الثامنة عشرة ببرامج كنادي البيضاء من أستوديوهات عين الشق والبرنامج السينمائي الشاشة الكبرى...
لا تتردد «أم جيهان»، اسم ابنتها الوحيدة، في القول بكل تلقائية أنها واحدة من بنات الشعب: «فقد تفتحت عيني على الحياة في درب الفقراء بمدينة الدار البيضاء». وتفتخر أيضا بانتمائها لأسرة تمتهن الأدب والفن: «والدي الراحل مصطفى الحر كان فنانا في العزف على الناي، ووالدتي ترتجل فن القول والكلام المقفى، وأخي عبد العالي الحر ملحن سبق له أن كتب أغنية للمطرب المغربي الراحل محمد الحياني».
رغم تقديمها لفترة من الوقت للبرنامج الفني «السهرة لكم»، فإنها تجد راحتها ونفسها أكثر في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية المتعلقة بالشأن الاجتماعي: «ففي برنامجي «بالواضح» و«لقاء» كانت الانطلاقة على شاشة القناة الثانية بمواضيع منتقاة بعناية من قلب المعاناة اليومية بمختلف إفرازاتها، لتحقيق نظرية القرب من المتلقي من خلال طرح ومناقشة قضاياه».
تأكدت النزعة الاجتماعية لدى نسيمة، من خلال إعدادها وتقديمها لبرامج أخرى تولت إعدادها وتقديمها لوحدها «الكلمة لكم» و«بصراحة» و«تستمر الحياة» و «الخيط الأبيض»، وهي عناوين لمواعيد تلفزيونية عمرت ردحا من الزمن، وعاشت في ذاكرة المشاهدين، لملامستها همومهم....
لنتذكر فقط نسيمة...وجه إعلامي مشرق.