مشاهير

عبد القادر مطاع: ذاكرة حيّة من جيل صنع البسمة

رشيد الوالي (ممثل)

برحيل عبد القادر مطاع، يفقد المغرب أحد أعمق الأصوات وأكثرها صدقًا. رجل لم يكن ممثلًا فقط، بل ذاكرة حيّة من جيل صنع البسمة والوعي بصمتٍ واحترام. عرفناه في شخصية الطاهر بلفرياط، رمز الطيبة المغربية، بحسّه الكوميدي الهادئ الذي يُضحك دون ابتذال، ويُعلّم دون أن يتعالى.

كما عرفناه أيضًا بصوته الدافئ في الوصلات الإشهارية التي رافقت طفولتنا، بصوتٍ يحمل صدقًا ودفئًا لا تصنعه التكنولوجيا، بل يصنعه القلب.

مطاع لم يكن نجم شاشة فقط، بل كان ضميرًا فنيًا ظلّ وفيًّا لفنه رغم المرض والتجاهل والسنين.

كان يُجسّد جيلًا من الفنانين الذين لم يطلبوا المجد، بل خدموا الفن كما يُخدم الوطن — بصمتٍ وإخلاص.

رحل الجسد، لكن بقيت البصمة.

بقي الصوت.

بقي الأثر.

رحم الله عبد القادر مطاع، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من فرح وصدق في ميزان حسناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.وعزائي لعائلته ومحبيه.

دون أن أنسى العزاء لاصدقائه الأوفياء ومنهم السيد عمر، والذي زارني في بيتي برفقته بعد أن فقد البصر .