تتجه شركة أبل بخطى متسارعة نحو تقليص اعتمادها على الصين في تصنيع هواتف آيفون، معززة وجودها الصناعي في الهند، وذلك في خطوة تهدف إلى مواجهة التهديدات التجارية القادمة من الولايات المتحدة، وعلى رأسها احتمال فرض رسوم جمركية مشددة.

خلال شهر مارس 2024، بلغت قيمة صادرات آيفون من الهند إلى الولايات المتحدة نحو ملياري دولار، وهو أعلى مستوى في تاريخ هذه العلاقة التجارية. وقد قادت شركتا فوكسكون وتاتا إلكترونيكس هذه الموجة التصديرية، الأولى بشحنات بقيمة 1.31 مليار دولار، والثانية بـ612 مليون دولار.

تسارع الشحنات لم يكن عشوائيًا، بل جاء تحسبًا لإجراءات جمركية قد يُعيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تفعيلها في حال عودته، إذ سبق له أن هدد بفرض رسوم قد تصل إلى أكثر من 100% على المنتجات الصينية، مقابل 26% فقط على نظيرتها الهندية. هذا الفارق دفع أبل إلى استئجار طائرات لنقل ما يناهز 600 طن من الأجهزة إلى الأسواق الأميركية قبل دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ.

الهند أصبحت اليوم خيارًا استراتيجيًا لأبل، مدفوعةً بالحوافز الحكومية، وانخفاض تكاليف التصنيع، ورغبة الشركة في تنويع سلسلة التوريد وتقليل المخاطر الجيوسياسية. وتشير التوقعات إلى أن الهند قد تُصدّر آيفونات بأكثر من 10 مليارات دولار خلال عام 2024 وحده.

ورغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية، فإن الاستثمارات تتسارع؛ فوكسكون توسّع مصانعها في ولايات هندية كبرى، فيما تستعد تاتا لإنشاء 14 مصنعًا جديدًا لدعم الإنتاج المحلي.

الرسالة واضحة: أبل تعيد رسم خريطة صناعة التكنولوجيا العالمية، وتضع الهند في قلب استراتيجيتها التصنيعية، في وقت لا تزال فيه العلاقات الأميركية-الصينية تتأرجح بين الشك والخصومة.