تحليل

نجحت المقاطعة لكنها أظهرت غير قليل من الأنانية

نور الدين اليزيد ( صحفي)

بالفعل نجحت المقاطعة الجماهيرية التي دعت إليها فصائل من جمهوري الوداد والرجاء، بالامتناع عن حضور ديربي الرجاء والوداد ليوم  السبت، ولوحظت المدرجات شبه فارغة على العموم!!

بعيدا عن كون أية مقاطعة شعبية مهما  كانت طبيعتها قد يجد لها المرء في الغالب ما يبررها، إلا أن مقاطعة مباراة رياضية تجمع الناديين العريقين البيضاويين، وإن كانت بعض مبررات الجماهير  موضوعية ويمكن احترامها من قبيل استبعاد ممثلي جمهور الفريقين من المشاركة في اتخاذ قرارات تدبير الناديين، لاسيما في مرحلة يعانيان فيها معاناة غير مسبوقة وتراجعا كارثيا على مستوى حضورهما وطنيا وقاريا، إلا أن ما لا يمكن قبوله هو أن تأتي المقاطعة في فترة حساسية ومهمة؛ أولا من جهة أن الفريقين يمران من مرحلة حرجة تستدعي الوقوف وقفة رجل واحد من قبل الجمهور لتقديم كل أوجه الدعم والمساندة،  وليس  الإمعان في الجرح والانسحاب حتى من دعم التشجيع، ثم ثانيا بخوض هذه المقاطعة الجماهيرية، فإن الفصائل التي دعت إلى ذلك أظهرت غير قليل من الأنانية والمصلحة الشخصية الضيقة ومعاكسة ليس فقط مصلحة الفريق العليا وهي التعاضد والتآزر، بل أيضا معاكسة حتى مصلحة البلاد في الظهور بمظهر الدولة القادرة على رفع التحدي وتنظيم ناجح لتظاهرة كأس أمم إفريقيا الوشيكة، والتي كانت مناسبة الديربي في إطار افتتاح أحد الملاعب الوطنية التاريخية وهو ملعب مركب محمد الخامس بعد إجراء الجزء الأول من الإصلاحات عليه، والتي غيرت ملامحه نحو شكل أفضل بشكل كبير؛ وهو ما كان يحتاج إلى دفعة جماهيرية محترمة للمساهمة في الترويج لصورة البلاد قاريا ودوليا!

هي كبوة جماهيرية يجب تداركها والسلام