مشاهير

فنانون مغاربة ضحايا... بقر علال ينطح الكوميدي الحبيب القدميري !؟

جمال هنية

تغيرت الجرائم المرتكبة ضد الفنانين، فأخذت أبعادا أخرى وانتقلت من التصفية الجسدية إلى جرائم «تافهة» كالقرصنة وتسريب أعمال فنية قبل عرضها وفي أسوأ الحالات التحرش والاعتداء الالكتروني..

مباشرة بعد حصول المغرب على الاستقلال، عاشت البلاد تحت وقع الجرائم السياسية، وأصبحت التصفية الجسدية وجبة يومية بين مغاربة، قاموا بإجلاء المستعمر دون أن يتمكنوا من إجلاء الضغائن والأحقاد. امتد الصراع بين الاستقلاليين والشوريين ليتجاوز نزاع السلطة إلى محاولة بسط النفوذ على الفن والفنانين، حيث أصيب المغاربة بالهلع حين امتدت يد بوليس حزب الاستقلال لتسكت صوتا انتقد بسخرية الزعيم علال الفاسي، فقد تم اغتيال الفنان الفكاهي الحبيب القدميري في بداية الاستقلال في إطار عمليات تصفية معارضي حزب الاستقلال. يقول المحجوبي أحرضان في مذكراته، إن القدميري ذهب ضحية اعتقاده بأن الاستقلال جاء بحرية الرأي. حصل ذلك في مرحلة كانت فيها يد «المسيرين»، وهم مفتشو حزب الاستقلال المكلفون بخلايا الحزب، أطول من يد المخزن، «يستطيعون القيام بما يريدون، بما في ذلك فرض إتاوات على أصحاب الثروات، حيث كانت بطاقة الحزب كفيلة بتحويل أي خائن إلى مقاوم وبتحويل أي مقاوم إلى خائن»، وحسب رواية المحجوبي، فإن تصفية الفنان الكوميدي جاءت «مباشرة بعد تقديم إحدى سكيتشات القدميري على أمواج الإذاعة تقول الأم لولدها:

قل لي يا وليدي، آشنو هو هاذ الكنز اللي لقيتي حتى وليتي تلبس هاد الشي؟

فيرد الابن: أنا وليت مسير حزبي.

وكانت تلك الكلمة التي قتلت القدميري، الذي اختطف واغتيل».

لكن الرواية الأقرب إلى الحقيقة هي التي رواها الفنان عمر محسن السملالي الذي اشتغل ضمن طاقم برنامج فكاهي كان يقدم على أمواج الإذاعة الوطنية تحت عنوان «رفه عن نفسك»، «أصل الحكاية سوء تأويل لكلمة قالها الفنان الحبيب القدميري، حين كان يقدم عرضا ساخرا في سينما المامونية بالدار البيضاء، حين فاه بكلمة «بقر علال»، فاعتبرها الاستقلاليون إهانة لرمز سياسي وهو علال الفاسي، فتقررت تصفيته جسديا، حيث اختطف من باب منزله في سيدي فاتح بالمدينة القديمة، لينقل إلى شاطئ مريزيكة، ويقتل رميا بالرصاص فتسجل الجريمة ضد مجهول... !!!!

لنتذكر فقط... بݣر علال.