في مشهد لافت، أظهرت صورة نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، قبل أن يتم حذفها، خلو قاعة الندوة الأسبوعية الخاصة بالناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، من الصحافيين. ويعكس هذا المشهد فقدان هؤلاء الثقة في تعاطي الحكومة بجدية مع أسئلتهم، التي دائمًا ما تُقابل بـ"المراوغة" أو بأجوبة فضفاضة لا تقدم أي جديد.
هذا المشهد، الذي أصبح يتكرر بشكل ملحوظ منذ تولي حزب التجمع الوطني للأحرار قيادة الحكومة، يعكس أزمة أعمق تتمثل في ضعف التواصل الحكومي مع الصحافة، وغياب الثقة المتبادلة. كما يشير إلى محاولة الحكومة فرض أجندة أحادية لا تسمح بالنقاش الحر، متجاهلة واقع أن الصحافة الحرة ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار وتصريحات الحكومة، بل شريك في صناعة السياسات العمومية ومراقبة عمل أجهزة الحكومة بما يخدم الصالح العام.
ولا يجب أن يكون غياب الصحافيين عن الندوة الأسبوعية مجرد حدث عابر، لكونه مؤشرًا واضحًا على ضعف سياسة التواصل الحكومي، وعدم نضج حكومة أخنوش، التي اعتادت تمرير سياساتها وقراراتها دون تقديم توضيحات للرأي العام. ويأتي ذلك في وقت تتطلب فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجهها المملكة والعالم أجمع حوارًا مفتوحًا وشفافًا.
مشهد عزوف الصحافيين، الذي وثقته الصورة، لم يكن سوى تجسيد لانتقادات طالما قدمها الصحافيون. وقد أعرب هؤلاء عن استيائهم من طريقة تعامل الناطق الرسمي مع أسئلتهم، والتي يصفها البعض بـ"المراوغة" و"التهرب". ناهيك عن توجيه الدعوة لبعض المنابر الإعلامية، التي ينتقيها الوزير دون أخرى، إلى جانب تأخر البيانات الرسمية وعدم الرد على الاستفسارات الصحفية، مما يدفع الصحافة إلى الاعتماد على مصادر أخرى قد تكون أقل دقة.
ختامًا، يبقى السؤال: هل ستنجح الحكومة في إصلاح هذا الخلل؟ أم أن القاعات الفارغة ستصبح المشهد المعتاد في علاقة ملأها التوتر وسوء الفهم؟