يحتل "صوفيا طالوني"، بعد أن أعلن " التوبة"، حيزا مهما في وسائل التواصل الاحتماعي و المواقع، إلى دجة غطى معها على أخبار انتشار البطالة، و ارتفاع أسعار الطماطم و الأعلاف، و المواد الاستهلاكية، آخرها مادة الخميرة، و قضايا تتعلق بمشروع قانون الاضراب، و تضارب المصالح، و على معاناة سكان العديد من المناطق الجبلية والبوادي، هذه الأيام، جراء موجة برد قارس، حيث تنخفض درجات الحرارة الدنيا إلى مستويات تحت الصفر ، ليبقى الهاجس الأساسي للساكنة هي البحث عن حطب التدفئة.
وتزداد معاناة الساكنة بسبب المسالك الطرقية الصعبة التي تعيق حركة التنقل، مما يطرح العديد من المشاكل أمام الساكنة خاصة في حالة المرض أو البحث عن الحاجيات المعيشية الضرورية.
و يعيش العديد من ضحايا زلزال الحوز تجربة مريرة مع موجة الصقيع، تحت في خيام لا تقيهم من البرد العادي وأحرى أن تقيهم من موجة الصقيع.
ورغم معاناة الضحايا مع الصقيع والتي تزداد حدته في ظل واقع الفقر والهشاشة وقلة الإمكانيات، إلا أنه لا أثر لذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، و وسائل الاتصال الحديثة التي تعج بالتفاهات. فلا وجود لصدى الفقر وتعذر شراء الحطب للتدفئة، والنقص في الأدوية والملابس والأغطية، في " الإعلام" العصري، المنشغل بالأخبار التافهة، و"مرويات" التافهين والمحتويات الوضيعة التي أصبحت تشغل بال الرأي العام أكثر مما تشغله القضايا الجادة والمشاكل الحقيقية..
أصبحنا للأسف، يقول محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، في تدوينة " نعيش في وسط ينتشي فيه البعض فرحا وابتهاجا وأحيانا تنمرا بتحول الملقب "صوفيا طالوني "ويتحول المتحول إلى قضية تستأثر باهتمام البعض لتصبح بعد ذلك قضية "رأي عام"، في حين يدير الناس ظهورهم لمأساة ومحنة ضحايا الزلزال الذين يقضون لياليهم في البرد والصقيع في ظروف لا تحفظ الحد الأدنى من كرامتهم !!