سياسة واقتصاد

حين يصبح المجال السياسي فضاء لنشر التحريض والتشهير والسب والقذف

عمر الشرقاوي ( أستاذ جامعي)

أنا من المؤيدين لمحاربة الجرائم الالكترونية مهما اتخذت من ذرائع طهرانية ومهما وضعت على وجهها البشع من "ماكياج"، لكن أنا أيضا من الداعمين لتطبيق القانون في المجال السياسي المليء بالاتهامات الثقيلة دون محاسبة بدعوى أن السب والتحريض جزء من القاموس السياسي المشروع. 

وللأسف فإن الكثير من أعطاب مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار كائنات  "وأجي يا فم وطلق" مردها إلى الحصانة التي يتمتع بها السياسيون وهم "يُشَلِّظون" بعضهم البعض 

معتقدين أنهم فوق القانون، وأنهم يتمتعون بالحصانة التي تجعل القضاء بعيدا عن تجاذباتهم، وهذا أمر خطير أن يصبح المجال السياسي فضاء لنشر التحريض والتشهير والسب والقذف دون جزاءات قانونية، مما يعطي صورة سلبية للمواطن في تعامل القانون بشكل انتقائي مع الجرائم، فتصبح جرائم السياسي فوق القانون بينما جرائم المواطن في الواقع والمواقع تحت القانون، وهذا بالضبط هو ما يسميه الأمريكيون بقانون بيت العنكبوت الذي يصطاد الحشرات الصغيرة وتدوسه الطيور الكبيرة.